لغز أبو غيث من إيران إلى نيويورك

لغز أبو غيث من إيران إلى نيويورك!

المغرب اليوم -

لغز أبو غيث من إيران إلى نيويورك

مصر اليوم

  بين خروجه حرا من إيران ودخوله معتقلا نيويورك زمن قصير، ربما ثلاثة أسابيع فقط، ليكون سليمان أبو غيث الكويتي أسهل فريسة من قيادات «القاعدة» التي قتلت أو ألقي القبض عليها. أبو غيث، صاحب الصوت الهادر وأشرطة الفيديو التخويفية بخطبه المليئة بالوعيد والتهديد، فر مع الفارين بعد هزيمتهم في أفغانستان في عام 2001، واستقر في إيران مع عشرات من تنظيم القاعدة، بينهم بعض أبناء وبنات بن لادن، إحداهن زوجته. لم نسمع صوت أبو غيث منذ ذلك اليوم، مثله مثل بقية الذين استقبلتهم السلطات الإيرانية وحظرت عليهم الظهور في الإعلام. وعندما أعلن الأميركيون أنهم قبضوا عليه في الأردن، وقبلها اعترفت تركيا أنها أطلقت سراحه بعد التحقيق معه، وجدت أن في الرواية ثقوبا كبيرة. كيف خرج من إيران وهو مراقب، وقيل معه زوجته وابناه؟ وكيف دخل تركيا وجوازه الكويتي القديم صار لاغيا؟ وكيف يطلق الأتراك سراح رجل بهذه الخلفية الإجرامية؟ وكيف أقنع شركة الطيران أن يسافر إلى الأردن؟ وبأي جواز؟ إن من يسافر يعرف أن كل هذه شبه مستحيلة. الرواية الأقرب للحقيقة تبدو أبسط من كل ذلك؛ كل الدول المعنية كانت على تواصل بشأن أبو غيث، وهي إيران وتركيا والولايات المتحدة والأردن والكويت. الإيرانيون قرروا التخلص منه، منحوه وأولاده جوازات سفر إيرانية أصلية بأسمائهم الحقيقية، وأخلوا سبيله، في الوقت الذي أبلغوا فيه الأتراك بمقدم الضيف الخطر. الأتراك قبضوا عليه، لكن عند الأتراك حساسية عالية حيال صورتهم في المنطقة، لذا يبدو أنهم قرروا تسليمه للأميركيين على أرض أخرى هي الأردن، مع أن أبو غيث دخل بلادهم بطريقة مشروعة يحمل جوازا إيرانيا أصليا، ويفترض أن يتم ترحيله لإيران وليس للأردن. ويبدو أن الأتراك سعوا قبل ذلك مع الكويتيين لاستقباله، إلا أنهم تبرأوا من أبو غيث، موضحين أنهم أسقطوا الجنسية عنه قبل عشر سنوات، للتخلص من مواطنهم السابق. الكويتيون اقترحوا على الأتراك إرساله للسعودية. وأتصور أن السعوديين أيضا رفضوا تسلم أبو غيث من الأتراك؛ لأنه ليس سعوديا ولم يرتكب جريمة على أراضيهم، إنما من المحتمل أنهم وافقوا على استقبال زوجة أبو غيث، وهي ابنة بن لادن وأولادها، كما فعلت من قبل مع بقية أبناء بن لادن الآخرين. أخيرا، اتفق الأتراك مع الأميركيين على تسليمه لهم في الأردن الذي اشترط ترحيله فورا للولايات المتحدة. لكن كيف يمكن إرسال أبو غيث للأردن؟ تفتق ذهن الأتراك عن حيلة جيدة.. أركبوه طائرة إلى الكويت تتوقف «ترانزيت» في العاصمة الأردنية عمان، وهناك يفترض تسليم البضاعة. وفعلا، على أرض المطار تسلمه الأردنيون وسلموه للأميركيين، وكل ما قيل من بطولات ليس صحيحا. فلا الأميركيون اعتقلوه في عملية كبيرة، بل تسلموه مكبلا، ولا الأتراك فعلا أطلقوا سراحه، بل سلموه، ولا الكويتيون كانوا مغيبين، بل جزءا من العملية، وفوق هذا كله إيران باعته لكن لا ندري بأي ثمن، أكيد القيمة أكبر من مكافأة الأميركيين الخمسة ملايين دولار الموعودة لمن يأتي برأسه حيا أو ميتا. السر العميق، هو علاقة إيران بـ«القاعدة»، فهي رغم أن أدبياتها تمثل أقصى التطرف السني، لكنها لم تهاجم أبدا أي هدف إيراني في نحو عشرين عاما من نشاطاتها المروعة. إسرائيل هاجمتها «القاعدة» مرة واحدة في أفريقيا. أما معظم عملياتها فقد ظلت موجهة دائما ضد أعداء إيران، وبشكل مركز استهدفت السعوديين والغربيين، والأردنيين، والمصريين وغيرهم. كما أن معظم قادة «القاعدة العراقية»، تنظيم بلاد الرافدين، استمروا يعيشون في ظل وحماية نظام بشار الأسد لنحو عشر سنوات وحتى قيام الثورة! أبو غيث فر إلى إيران من أفغانستان، لينضم إلى بقية أفراد «القاعدة» الآخرين الذين يعملون على الأراضي الإيرانية. ولا تزال بعض الرؤوس الكبيرة تعيش هناك، أبرزها سيف العدل، الذي خطط لعمليتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا، والذي قص شريط العمليات الإرهابية في السعودية في مايو (أيار) عام 2003. إيران تعترف بوجوده، وبقية فريق «القاعدة»، لكن ظلت تزعم أنها لا تسمح لهم بممارسة نشاطاتهم الإرهابية! [email protected]   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز أبو غيث من إيران إلى نيويورك لغز أبو غيث من إيران إلى نيويورك



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya