في انتظار 12 مايو

في انتظار 12 مايو

المغرب اليوم -

في انتظار 12 مايو

بقلم - عبد الرحمن الراشد

بعد أسبوعين تقريباً يكون الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد حسم أمره، وقرر إما التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران، أو الاستمرار فيه بشكل ما. ولهذا القرار تبعات كثيرة ومهمة للغاية.
لكن قبل الحديث عما سيعنيه القرار، علينا أن نعرف الأجواء التي تحيط به؛ فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يؤيد الاتفاق مع إيران، جاء إلى واشنطن على أمل إقناع ترمب بالاستمرار فيه. وكذلك ستفد مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل إلى واشنطن خصيصاً له، وموقفها مثل ماكرون، وللغاية نفسها. وقبلهما كان هناك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يحمل وجهة نظر مضادة للاتفاق. كما أن الإيرانيين يحاولون استباق قرار ترمب، يوم الثاني عشر من الشهر المقبل، مايو (أيار)، بخطب وتصريحات تحمل رسائل متباينة ما بين الوعيد والترغيب. النظام الإيراني يهدد ترمب في أمن المنطقة وإسرائيل والولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته يهمس بأنه مستعد لتقديم تنازلات. ولا شك أن طهران خائفة وقلقة جداً من قرار ترمب، وقد أرسلت وعوداً بتنازلات ترغيبية، من بينها إطلاق سراح سجناء أميركيين لديها مقابل عدم نكث الاتفاق.
وجهة نظر الولايات المتحدة، تحت إدارة ترمب، وعبّر عنها عدة مرات، ضد الاتفاق الذي فاوضت فيه ووقّعته إدارة سلفه باراك أوباما منذ ثلاث سنوات. يرى ترمب أن الاتفاق، وإن أوقف التخصيب للأغراض العسكرية، فإنه أطلق يد إيران عسكرياً في المنطقة، وأصبحت قوة تدميرية هائلة في سوريا واليمن، وتمددت بعد الاتفاق عسكرياً في العراق، ونشطت ميليشياتها في لبنان وغزة. يرى ترمب أن الاتفاق مجحف بحق بلاده، ويضر بمصالحها في المنطقة، وفوق هذا دفعت مبالغ تعويضية ضخمة للنظام الإيراني، بعضها أموال إيرانية كانت محجوزة بعد الثورة الإيرانية.
وليس الهدف حقاً إلغاء اتفاق «JCPOA»، كما يعتقد البعض، بل إعادة التفاوض حول التزامات إيران فيه؛ فالعقوبات الاقتصادية القاسية على إيران التي أخضعت النظام رُفِعت كلها مع أنها جاءت ضد ممارسات إيران الخطيرة حيال أمن المنطقة ومصالح الولايات المتحدة.
الاتفاق قيَّد فقط الشق النووي، الذي قامت طهران بالتعويض عنه برفع نشاطها العسكري والإرهابي في المنطقة. إيران أصبحت أكثر خطراً وعدوانية بعد الاتفاق، وهي مسؤولة كثيراً عن نصف مليون قتيل في سوريا اليوم، ومسؤولة عن إفشال الحكومة المركزية في بغداد، وقد قامت بإسقاط الحكومة الشرعية في اليمن، وموَّلت الحرب هناك ضد السعودية.
مع هذا، احتمالات التوصل إلى حل وسط مع طهران واردة جداً بسبب تدخل الأوروبيين الحريصين جداً على المحافظة على الاتفاق، الذين كانوا طرفاً في صياغته وتوقيعه.
والأوروبيون غير معنيين كثيراً بلجم إيران؛ فهم لا يملكون القدرة العسكرية على ردع إيران وحدهم، وليسوا متحمسين لتحدي إيران، ويظنون أن وقف مشروعها النووي العسكري إنجاز عظيم وحده، وأنه يمكن لدول منطقة الشرق الأوسط حل مشكلاتها فيما بينها بغض النظر عن الثمن البشري والمادي.
هذه رؤية الأوروبيين، وهم الآن في فزع من أن يقوم ترمب بتكسير الاتفاق الذي عملوا خمس سنوات لإنجازه.
تبقى موقفان مكملان، الخليجي والإسرائيلي. في الرياض يُنظَر إلى الاتفاق بأنه ناقص ويضع ثقته في نظام له تاريخ دموي بدلاً من أن يضع شروطاً تضمن حسن سلوكه. أما إسرائيل فتنتقده لأن الاتفاق مؤقت، يجمد نشاط إيران نووياً عشر سنين فقط بدلاً من أن ينهيه، ولاحقاً أصبحت ترى أن الاتفاق أيضاً أخفق في ربطه بسلوك إيران الإقليمي.
في حال تقلد بومبيو وزارة الخارجية الأميركية، وهو على وشك أن يحظى بالمنصب، فإننا أمام ثنائي جيد؛ جون بولتون، الذي عُيّن مستشاراً للأمن القومي، وبومبيو. الاثنان يملكان رؤية واضحة مضادة للاتفاق، وهذا لا يعني بالضرورة أنهما سينجحان في دفع ترمب إلى رفضه مع الضغوط المتعددة المعاكسة.
الاحتمالات الثلاثة: رفض الاتفاق، أو القبول به كما هو، والثالث إدخال تعديلات محدودة عليه بوساطة أوروبا وموافقة إيران.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انتظار 12 مايو في انتظار 12 مايو



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya