سنة 2013 سنة الآمال المجهضة

سنة 2013.. سنة الآمال المجهضة

المغرب اليوم -

سنة 2013 سنة الآمال المجهضة

عبد العالي حامي الدين

ودّعنا سنة 2013، واستقبلنا سنة جديدة.. ودّعنا سنة مليئة بالآمال والآلام، حينما نراجع أبرز ملامحها، نتوقف أساسا لنتأمل فيما آلت إليه الأوضاع في المنطقة العربية، رياح التغيير التي هبّت منذ بداية سنة 2011، تحولت إلى عواصف رعدية دخلت معه بلدان عديدة في أزمات حادة، انتهت في مصر إلى الباب المسدود، بعدما تم تعطيل المسار الديموقراطي وتدخل الجيش ليحكم البلاد بقبضة من حديد وليزج بالرئيس المنتخب في السجن هو وجماعته التي تحولت إلى جماعة إرهابية بقرارات الربع ساعة الأخيرة.. وبعدما كانت ثورة 25 يناير تبشر بتحول المحروسة إلى قاطرة لاستنهاض مقدرات العالم العربي، استطاعت الثورة المضادة إحباط آمال العديدين، وكادت ارتداداتها تُصيب بلدان أخرى..  في تونس كادت النخب السياسية تفقد زمام التحكم في إدارة المرحلة الانتقالية، ولازالت البلاد تتخبط في أزمة سياسية يجري تدبيرها بكثير من الصبر والحكمة والصمود، لمنع عودة البلاد إلى مربع الصفر، ولإفشال مخططات التدخل الخارجي التي لا تريد للديموقراطية أن تستقر في المنطقة العربية.. في سوريا دخلت البلاد في دوامة من العنف والعنف المضاد..حروب بالوكالة تُدار بين قوى إقليمية فوق بلاد الشام على حساب الشعب السوري التّواق إلى الحرية والعيش بكرامة..لقد تم تدمير مؤسسات الدولة، وسقط عشرات الآلاف من المواطنين، وتم تشريد أزيد من مليوني مواطن سوري، دون نتيجة معتبرة على الصعيد السياسي.. في ليبيا، لازالت الثورة تبحث عن الدولة وسط الانفلات الأمني ومناورات الخارج المتلهف على استغلال خيرات البلاد وثرواتها.. في دول الخليج، نجحت سياسة الجزرة في استباق أي محاولة لتحريك الشارع للمطالبة بالحرية، ورغم اختلاف طبيعة الأنظمة هناك، غير أن الخصاص الديموقراطي لا يمكن تعويضه بالرفاه الاجتماعي الذي تستفيد منه فئات معينة.. في العراق، جرى تمزيق دولة قوية وانتعشت الطائفية من جديد على أساس العرق والمذهب، وارتفعت لغة العنف لحسم خلافات فشلت النخبة في تدبيرها بلغة التفاهم السياسي وتغليب مصلحة الوطن فوق الاعتبارات المذهبية والطائفية. في الجزائر، لازال الجيش يحكم قبضته على مفاصل السلطة والثروة، في بلاد تَعطّل فيها المسار الديموقراطي منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وجربت حربا أهلية دامت أكثر من عشر سنوات، قبل أن تستسلم لشعار قديم «سلطان غشومٌ خير من فتنة تدوم».. في المغرب، نجحنا في كسب معركة الاستقرار.. في انتظار كسب معركة الإصلاح الحقيقي الذي يحلم به كل مواطن.. تلكم هي أبرز ملامح سنة 2013، سنة الآمال المجهضة..التي كشفت أيضا عن حجم الرهانات الجيوـ استراتيجية على المنطقة، إقليميا ودوليا، كما كشفت عن نفاقِ العديد من الأنظمة الغربية فيما يتعلق بالمسألة الديموقراطية.. في مقابل مفاجأة الربيع الديموقراطي الذي لم يُمهِل العديد من التيارت السياسية لحسن قراءة طبيعة المرحلة.. وهو ما يعني أن هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به في انتظار فرجٍ يأتي من السماء... وكل عام وأنتم بألف خير..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنة 2013 سنة الآمال المجهضة سنة 2013 سنة الآمال المجهضة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

GMT 12:34 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الشخصية اللبنانية كمزحة

GMT 12:32 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لماذا يكره المتطرفون الفنانين؟

GMT 12:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

ارفع معنوياتك!

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya