حكومة مواصلة الإصلاح

حكومة مواصلة الإصلاح

المغرب اليوم -

حكومة مواصلة الإصلاح

بقلم : عبد العالي حامي الدين

بعيدا عن بعض القراءات الاختزالية والتحويرية التي تحاول دائما توظيف الخطب الملكية في اتجاه معين، وتجهد نفسها في البحث عن المضمر والواضح، وعن التأويلات الأكثر خدمة لأغراض معينة، فإن الخطاب الملكي لا يمكن قراءته إلا في سياق الإرادة الراسخة بأن الاختيار الديمقراطي هو اختيار لا رجعة فيه، كما أكد على ذلك المنطوق الملكي في مناسبات عدة..
إن التحليل الملموس للواقع الملموس يجعلنا اليوم، أمام مجموعة من الحقائق التي يمكن أن تساعدنا على طرح الأسئلة الحقيقية، والتي تحتاج منا إلى جواب جماعي للمواصفات المطلوبة في حكومة مواصلة الإصلاح.
إن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتظر البلاد في الظروف التي نعيشها يوميا، والتي تؤكد ارتفاع منسوب الوعي الشعبي وتزايد الاحتجاجات الميدانية كأسلوب للتعبير عن المطالب والحاجيات تجعل المواصفات المطلوبة في الحكومة المقبلة على درجة عالية من الجدية والشعور بالمسؤولية، بعيدا عن منطق “الغنائم الحزبية”…
إن مصالحة المواطن مع السياسة لا يمكن أن تتم إلا بواسطة مؤسسات قوية تتمتع بالكفاءة اللازمة، كما تتمتع بالمصداقية اللازمة، أما الذين يحاولون اليوم خلق التناقض بين الكفاءة والانتماء الحزبي، فمن الأفضل لهم أن يطالبوا بإلغاء نتائج الانتخابات وإحراق نص الدستور الذي صادق عليه الشعب المغربي في فاتح يوليوز 2011..
لقد نص الفصل السابع من الدستور على أن ”الأحزاب السياسية تعمل على تدبير الشأن العام وتساهم في التعبير عن إرادة الناخبين والمشاركة في ممارسة السلطة…” ولأن المشرِّع الدستوري أراد أن يشعر المواطن بقيمة صوته الانتخابي، فإنه ربط بين التعيين الملكي لرئيس الحكومة وبين الانتخابات، وجعل رئيس الحكومة معينا من الحزب الذي يتصدر نتائجها. وضمن هذا السياق، ترسخ العرف الدستوري بالتعيين الملكي لرئيس الحزب الفائز بالانتخابات، في دلالة واضحة على الالتزام الملكي باعتماد التأويل الديمقراطي للدستور.
نعم، إن الانتخابات – في ظل القوانين الانتخابية الحالية – لا تعطي إمكانية تحصيل حزب واحد على الأغلبية البرلمانية، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تصور الفعالية والجدية في ظل حكومة من ستة أو سبعة أحزاب، وإلا سنسقط في منطق تقاسم الغنائم الحزبية..
ما ينبغي استحضاره بكل مسؤولية، هو أن أي عرقلة لتشكيل حكومة منسجمة مع الإرادة المعبر عنها انتخابيا، هو بمثابة عقاب مقصود للناخبين والناخبات الذين قاموا بواجبهم الوطني يوم 7 أكتوبر …
وهو ما لا يمكن أن يقبل به عاقل ..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة مواصلة الإصلاح حكومة مواصلة الإصلاح



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya