مواصلة الإصلاح

مواصلة الإصلاح

المغرب اليوم -

مواصلة الإصلاح

بقلم : عبد العالي حامي الدين

بين الشعار الذي رفعه حزب العدالة والتنمية بمناسبة الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر 2011: “صوتنا فرصتنا ضد الفساد والاستبداد”، وبين الشعار الذي يرفعه اليوم بمناسبة انتخاب أعضاء مجلس النواب ليوم 7 أكتوبر: “صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح”، هناك ارتباط قوي يعكس حجم التغيير الذي حصل في المغرب.
الشعار الأول كان محكوما بالظرفية السياسية التي مر بها المغرب في أعقاب الدينامية الاحتجاجية لشباب 20 فبراير، والتي تفاعل معها الحزب بطريقة إيجابية، حيث ساند مطالبها الإصلاحية المتمثّلة في المطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد، لكن في ظل ثوابت البلاد الدينية والوطنية، وفي ظل الشعار الذي نحته المرحوم عبد الله بها: “الإصلاح في ظل الاستقرار”، وقد تجاوب المغاربة مع العرض السياسي الذي تقدم به الحزب وبوؤوه الرتبة الأولى في انتخابات تشريعية تاريخية.
بين الأمس واليوم، جرت مياه كثيرة ونجح المغرب في تجاوز وضعية سياسية صعبة بفضل حكمة مغربية ساهم فيها الجميع، وانطلقت مرحلة سياسية جديدة مفعمة بالكثير من الأمل، انطلقت معها مشاريع إصلاحية واعدة بدأت ثمار بعضها في الظهور والبعض الآخر سيظهر على المدى المنظور، وأخرى ستأتي أكلها على المدى البعيد..
مسار الإصلاح – كما هي سَنَن التغيير دائما- اعترضته الكثير من الصعوبات والعراقيل والتحديات، ولذلك لا خيار أمام الإصلاحيين إلا الاستمرار على المنهج ذاته..منهج الإصرار على مواصلة الإصلاح ومجابهة المفسدين والمستبدين في الميدان.
انتخابات بطعم سياسي مختلف هذه المرة، فرغم جميع المحاولات المكشوفة لإغلاق قوس الإصلاح، ورغم جميع العراقيل التي وضعت أمامها، ورغم حجم الارتدادات التي عاشتها المنطقة العربية ورغم محاولات تفجير الحكومة من الداخل، فإن ترسخ الاقتناع بضرورة مواصلة مسيرة الإصلاح إلى جانب جميع القوى الديمقراطية في لحظة تاريخية مفصلية، ومجابهة جميع التحديات بالصبر والصمود، سمحت للحكومة بإنهاء ولايتها الكاملة..
هي لحظة فارقة بين لحظة انتخابية عاشها المغرب سنة 2009 تميزت بالكثير من مظاهر الانحراف السياسي بعد تأسيس الحزب المعلوم، الذي احتل الرتبة الأولى بعد بضعة شهور من تأسيسه، وكان يستعد لاستكمال مساره التحكمي بعد الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة سنة 2012 بالطريقة ذاتها التي احتل بها الرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية، لكن رياح الربيع الديمقراطي أوقفت هذا المسار التحكمي الذي كان يتهدد بلادنا، وأطلقت مسارا جديدا فتح آفاقا جديدة للإصلاح الديمقراطي في ظل الاستقرار السياسي بعد تعيين حكومة جديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية، الذي لم يسبق له أن شارك في أي من الحكومات السابقة..
اليوم، تجري الانتخابات المقبلة في ظل معطيات سياسية ودستورية وقانونية جديدة، والرهانات السياسية المرتبطة بهذه الانتخابات، تجعل نجاح المغرب في هذا الاستحقاق مرتبط بمصداقية النخب السياسية المتنافسة وبقدرتها على ترشيح عناصر نزيهة ونظيفة، وبذكاء الناخبين والناخبات وقدرتهم على التقاط اللحظة التاريخية ومواصلة مسار الإصلاح، والرفع من نسبة المشاركة لقطع الطريق أمام قوى الفساد والتحكم والاستبداد..
وحده، هذا الخيار سيضمن للمغرب مكانة ورفعة بين الأمم، ويؤكد الاستثناء المغربي الذي مازال يواصل استكمال حلقاته وسط نظام إقليمي مضطرب..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواصلة الإصلاح مواصلة الإصلاح



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya