معايير دولة القانون

معايير دولة القانون

المغرب اليوم -

معايير دولة القانون

بقلم - عبد العالي حامي الدين

قامت لجنة “البندقية”، وهي مؤسسة محترمة تعتبر بمثابة جهاز استشاري لمجلس أوروبا حول القضايا الدستورية، ببلورة لائحة بمعايير دولة القانون التي تمثل مرجعية جديدة لتقييم مدى احترام الدول الأعضاء للمبادئ المُؤَسِّسة لمجلس أوروبا.
وقد لعبت منذ إنشائها سنة 1990 دورا فعالا في تبني الدساتير المطابقة لمعايير التراث الدستوري الأوروبي، كما ساهمت في مرافقة عدد من الدول في مراحل الانتقال الديمقراطي للإسهام في هندسة وثائقها الدستورية، وقد عرفت هذه الهيئة تطورا ملحوظا ارتقى بها إلى هيئة للتفكير المستقل معترف بها دوليا لتقديم الاستشارات على المستوى الدستوري.
هذه الهيئة أصدرت لائحة تشتمل على ستة معايير لدولة القانون متمثّلة في: المساواة، والأمن القانوني، وحظر التعسف، وحرية الولوج إلى العدالة، واحترام حقوق الإنسان، وعدم التمييز والمساواة أمام القانون، وقد تم تفصيل هذه المعايير في وثيقة مرجعية على درجة عالية من الأهمية.
أشغال الدورة الأخيرة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا المنعقدة بمدينة ستراسبورغ خلال الفترة الفاصلة بين 9 و13 أكتوبر، تبنت هذه اللائحة، ويعتبر المغرب شريكا من أجل الديمقراطية، وسيخضع للمساءلة على ضوء هذه المعايير.
المغرب خطا خطوات معتبرة في مجال الاعتراف الدستوري بالعديد من هذه المعايير. خصوصا بعد إقرار دستور 29 يوليوز 2011، وما تبعه من قوانين تنظيمية وعادية، لكن الورش التشريعي وملاءمة الممارسة الواقعية لازال أمامه طريق طويل..
لجنة البندقية رافقت المغرب منذ حصوله على وضعية الشريك من أجل الديمقراطية داخل مجلس أوروبا، وكانت آراؤها الاستشارية حاضرة أثناء بلورة العديد من القوانين والتشريعات، ومن شأن هذه الوثيقة الجديدة توفير مرجعية دقيقة وموضوعية وجدية، من أجل تقييم مدى احترام بلادنا لمعايير دولة القانون، ورسم لوحة قيادة واضحة لما ينتظر بلادنا في المستقبل من أجل ترسيخ مسار التحول الديمقراطي في المغرب، وتعزيز معايير الانتماء إلى دولة القانون لدى كافة الفاعلين.
وفِي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب السياسية في أوروبا لعبت دورا مهما في تطوير هذه المعايير..
وهو ما يعني أن دولة القانون لا يمكن تصورها خارج دور متقدم للأحزاب السياسية..
فليست هناك ديمقراطية في العالم بدون أحزاب سياسية حقيقية، وإذا كانت هناك من أعطاب بنيوية تُعاني منها الأحزاب المغربية، فينبغي العمل على إصلاحها دون العمل على تحطيم ما تبقى لديها من كرامة ..
في تاريخ التنظيمات الحزبية في المغرب هناك محطات ومنعطفات تاريخية كان لها دور حاسم في تحديد بوصلتها السياسية لاختبار مدى صلابة الفكرة الإصلاحية داخلها، ومدى صمودها أمام حجم الإكراهات التي تعترضها واختبار مدى قدرتها على الحفاظ على استقلالية قرارها الداخلي.
المطلوب وقفة حقيقية للنقد الذاتي، قبل استكمال المسار الحتمي للإصلاح الديمقراطي، الذي لا يمكن أن ينجح بدون أحزاب سياسية مستقلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معايير دولة القانون معايير دولة القانون



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya