الحرب ليست الخيار

الحرب ليست الخيار

المغرب اليوم -

الحرب ليست الخيار

بقلم : محمد الأشهب

مع حلحلة الأزمة الناشئة بين المغرب والأمم المتحدة، واستعادة بعثة «مينورسو» مهامها، وفق حزمة إجراءات وفاقية، أعلنت الأمم المتحدة خطة جديدة لاستئناف المفاوضات العالقة بين الأطراف المعنية منذ أمد، وأبدى الموفد الدولي إلى الصحراء كريستوفر روس، استعداده درس الاقتراح الجديد لتعبيد المسالك أمام العودة إلى طاولة المفاوضات.
أقرب تقدير يشير إلى أن عرض اقتراح روس سيكون مختلفاً عن جولاته السابقة، التي لم تسعف في تجنّب الأزمة. وإذا كان جلياً أن اللجوء إلى التصعيد لم يترك مجالاً لضبط النفس، إلى المستوى الذي باتت فيه العلاقة بين المغرب والأمم المتحدة مهددة بالسكتة القلبية القاتلة، فلا أقل من البحث في صيغة بديلة تعاود الأمور إلى نصابها، في نطاق التزام الشرعية الدولية والإبقاء على شروط الحياد.
تطوّر كهذا يوضح أن الفترة التي استغرقتها الأزمة، والنقاش كله الذي تناول توسيع صلاحيات «مينورسو» من عدمه، كانا ضياعاً للوقت والجهد. ما يعني أن منطق التأزيم الذي كان محور رهان لإحداث اختراق إيجابي، لا ينسحب على منهجية التعاطي ونزاع الصحراء. من جهة، لأن الوضع على الأرض لم يتغير، وليس وارداً أن يطاوله أي تحول، نتيجة التوازن المختل في المعادلة. ومن جهة ثانية، لأن التلويح بالعودة إلى الحرب ليس خياراً مقبولاً بالمنطق الإقليمي والدولي.
عدا أن أقصى ما تصل إليه المفاوضات عبر استخدام السلاح، تحقق ضمنياً منذ إقرار وقف النار والبدء في جمع شتات تسوية سلمية مقبولة ونهائية، وبالتالي لا مجال للعودة إلى نقطة الصفر، لأن في ذلك ضياعاً أكبر وأشد خسارة للأطراف كافة.
حين يعرض قرار مجلس الأمن رقم 2285، إلى الحاجة إلى تعاون أطراف النزاع مع الأمم المتحدة ومع بعضها لتجاوز المأزق الراهن، يكون حدد الصيغة الأكثر ملاءمة للابتعاد من حافة التدهور. بل إنه يتحدّث صراحة عن ضرورة « تعزيز التعاون بين الدول المغاربية»، ما يساهم في تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الساحل. ويذهب هذا الربط في اتجاه الإيحاء بالأسبقيات والأخطار التي تحدق بالأوضاع في منظومة دول الشمال الأفريقي برمتها. وما من شك في أن رزنامة الانشغالات الإقليمية والدولية تفرض نفسها على دول المنطقة أكثر من غيرها. ففي أكثر من مناسبة، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار نزاع الصحراء تتوالد من رحمه أخطار حقيقية، ليس تنامي الإرهاب أقلها أثراً. وقال الأمين العام بان كي مون، إنه يخشى من تداعيات اليأس وأخطار الانفلات الأمني. فيما يسود اعتقاد راسخ لناحية صون الأمن والاستقرار كإحدى الأسبقيات التي لا ينازع أحد في احتلالها مركز الصدارة.
ما بين نيسان (أبريل) الماضي وتموز (يوليو) المنصرم، حدث اختراق لا يمكن تجاهل دلالاته وأبعاده. وإن لم يكن بالقدر الذي يعول عليه لبناء حالة انفراج كبير. فقد أبدت الرباط انفتاحاً ملحوظاً على الحوار مع الجزائر في قضايا إقليمية وأمنية بالغة الأهمية. وعلى رغم أن الخطوة اندرجت في سياق الإعداد لعودة المغرب إلى «الاتحاد الأفريقي» كما هي الحال في طرق أبواب عواصم أفريقية عدة، فإن مجرد الالتفات إلى العلاقات المغربية - الجزائرية، يؤكد أن أي مساهمة للدول المغاربية في مجاراة مساعي الأمم المتحدة لإنهاء نزاع الصحراء، تصبح أقرب إلى الواقعية، في حال كانت البداية من تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر.
أما التطور الثاني الذي لا يمكن تجاهله، فيكمن في أن عودة المغرب إلى «الاتحاد الأفريقي» تقلل إلى حد كبير من حالة الاحتقان التي كانت اعترت الأزمة بين الرباط والأمم المتحدة. وإذا كان «الاتحاد الأفريقي» يصرّ على الاضطلاع بدور في حل نزاع الصحراء، فالطريق إلى ذلك باتت واضحة. أي يكفي أن يكون وضعه منسجماً وجهود المنتظم الدولي. لكن هذه الخطوات تتطلب مزيداً من الوقت لإنضاج المساهمة الأفريقية والمغاربية على نار هادئة، بعد أن أحرق التوتر طبعات سابقة لحلول ناقصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب ليست الخيار الحرب ليست الخيار



GMT 08:17 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

معنى استعادة سرت من «داعش»

GMT 08:15 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

لغة الإشارات بين المغرب والجزائر

GMT 08:14 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

عن التناوب الحكومي في المغرب

GMT 08:13 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

التحالف الإسلامي ومواجهة «داعش»

GMT 07:17 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

بن كيران والاستحقاق الانتخابي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya