على كف عفريت

على كف عفريت

المغرب اليوم -

على كف عفريت

بقلم : أمينة خيري

Precarious كلمة عبقرية. تعنى أن شيئاً ما موجود، لكنه ليس فى وضع آمن أو ثابت وأنه يبقى معرضاً للانهيار أو السقوط. وتعنى أيضاً أن وجود هذا الشىء يعتمد فى المقام الأول والأخير على الصدفة، أى أن هذا الشىء يفتقد الاستدامة والاستمرارية. قد يبقى عقوداً أو قروناً لكن يبقى بقاؤه على كف عفريت. لماذا؟ لأنه مشيّد على أسس واهية أو فارغة.

متابعة الكثير من تفاصيل حياتنا تستدعى هذه الكلمة دائماً. لماذا؟ لأن الكثير من تفاصيل حياتنا (غالبيتها) يفتقد العوامل التى تضمن استدامتها بشكل جيد.

خذ عندك مثلاً وضع الشارع الذى يتم رصفه، هل تضمن أن يبقى ممهداً دون حفر وتعاريج وسقوط وهبوط؟ لا. لماذا؟ لأسباب كثيرة تتعلق بطريقة الرصف، والمواد المستخدمة، واللكْلكة العتيدة، والإصرار على أن اتباع قواعد الرصف أمر هامشى ثانوى وأن قاعدة الكلشنْكان أقوى وأبقى. ونضيف إلى ما سبق غياب المحاسبة وتطبيق القانون بالشكل الأمثل. فحين يهبط الشارع بعد شهر من تمهيده، فإن هذا يستوجب محاسبة آنية للقائمين على الأمر. وحين يهبط الشارع حديث الرصف ويتعرج لأنه مخصص لسير الملاكى والنقل الخفيف، لكن النقل الثقيف يُترك ليرتع فيه، فإن هذ يستوجب كذلك المحاسبة بالقانون.

وتخبرنا قوانين الطبيعة أيضاً أن الزرع إن تُرِك دون رى مناسب، فإنه يذبل ويموت. وأظن أن هناك درس قراءة فى إحدى سنوات المرحلة الابتدائية عن أصّيص زرع لم يحصل على القدر المناسب من الماء والإضاءة فمات. لذلك حين يتم تجميل ميدان أو مدخل كوبرى أو شارع تم تجديده بكم هائل من الأشجار والورود، وما ينتهى الاحتفال بالافتتاح ثم تترك دون ماء أو يثبت إن المزروعات غير مناسبة للتربة أو المكان، فإنه مشهد النخل والأشجار والورود الجافة لم يعد يضايق أحداً لأنه معتاد.

وقد اعتدنا منذ عقود على حملات شرطية لإزالة إشغالات الطريق من مقاعد متمددة وبضاعة باعة متجولين متوغلة وقراطيس أهلية يستخدمها المواطنون لحجز أماكن إيقاف السيارات، وتطور الأمر هذه الأيام لصب أسمنت فى سيخ حديد لإعلان منطقة إيقاف السيارة أمام المحل أو البيت منطقة محررة مملوكة لصاحب السيخ. ولأن هذه الحملات موسمية ولا تحل الأسباب أو ترسل إشارات ورسائل بأنها نظام حياة وليست هبة فجائية، فإن القاصى والدانى يعلم أنها هبة وتزول.

زوال الشعور القبيح بأن تفاصيل حياتنا اليومية على كف عفريت لن يتحقق إلا بتوافر عوامل الاستدامة. وعوامل الاستدامة لن تتحقق فقط بالدعاء أو التمنى، بل بالالتزام الصارم الخاضع للمساءلة بعوامل تبدأ باتباع قواعد البناء المنصوص عليها فى الكتب، سواء كان بناء الإنسان أو العمارة أو الشارع أو الكوبرى، وتمر بالالتزام بقواعد صيانتها وحمايتها المنصوص عليها أيضاً فى الكتب، وتنتهى بمحاسبة ومعاقبة من يعبث بالقواعد ويستبدلها بالهلاهُطة المعيشية التى غرقنا فيها. وهذا تماماً المقصود بـprecarious

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على كف عفريت على كف عفريت



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya