الصراع على أدمغة المصريين

الصراع على أدمغة المصريين

المغرب اليوم -

الصراع على أدمغة المصريين

بقلم : أمينة خيري

الخناقة الدائرة رحاها على من يهيمن على أدمغة المصريين مروعة، لكنها فى الوقت نفسه بالغة الإيجابية. القطاعات والهيئات والمؤسسات ومعها الأفراد المنتمون لها يستمدون أكسجينهم من هذه الهيمنة. لذلك كلما تعرضت هذه الهيمنة لهبة أسئلة منطقية أو صدمة مراجعات عقلانية تمكن القلق العارم منها، وبدأت فى إطلاق النيران بعشوائية شديدة لأنها لم تتدرب على المنطق أو تنشأ على احترام العقل. فالتدريب الوحيد المتاح هو تدريب التلقين والحفظ والصم. والتنشئة الوحيدة المتوفرة هى النأى بالعقل عن كل ما من شأنه أن يحركه وينشطه ويطوره. بكل صراحة ومباشرة تعرض العقل المصرى لعملية تعقيم بمعنى ليس معقمًا خاليًا من الميكروبات بل صار عقيمًا غير قادر على التكاثر. وقد خلط مخططو عمليات التعقيم تلك بين المعنيين، فجعلوا العقلية المصرية الجمعية كارهة للتفكير مكفرة للنقد مكفهرة تجاه كل ما يتصل بالإبداع والابتكار والاختراع واعتبارها شرورًا عظمى وموبقات كبرى. لاحظ محتوى الكثير من الأسئلة التى ترد إلى دار الإفتاء والبعض من «المفتين» المتبرعين بالإفتاء والتى تعكس حقيقة مفزعة ألا وهى عملية غسل الدماغ الجماعى الناجحة التى خضعنا لها وتم بمقتضاها تسليم مفاتيح العقول لأفراد باتوا مالكين لحقوق الملكية التفكيرية لجموع المواطنين.

بالطبع نحمد الله كثيرًا على وجود علماء دين أجلاء متنورين ما زالوا قادرين على السباحة ضد التيار الذى تمكن من عقولنا وقلوبنا منذ سبعينيات القرن الماضى، لكن هذا لا يمنع أن أدمغة المصريين فى أزمة طاحنة. هذه الأزمة تخرج منها دول سبقتنا إلى عوالم التضييق والمغالاة والتطرف وفرض الوصاية على القلب والعقل بسرعة الضوء حاليًا. أما نحن، فغارقون فيما سبق حتى الثمالة والإغماء والغيبوبة. بتنا ننظر إلى من تظهر عليه أعراض التفكير النقدى كأنه مريض مسكين يجب أن يعالج حتى يعاود الانضمام إلى القطيع المعمى العينين والملغى للعقل، أو زنديق شرير تجب محاربته وترويعه وربما قتله حتى لا يصيب من حوله بداء النقد ومصيبة التفكير. وحين تحدث الرئيس السيسى قبل خمسة أعوام تقريبًا، وتحديدًا فى أول يناير عام 2015 فى احتفال وزارة الأوقاف والأزهر بالمولد النبوى الشريف عن «مسؤولية» تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم التى لا تمت لثوابت الدين بصلة تهللت أسارير البعض واكفهرت وسخطت وتوغرت أسارير وعقول وقلوب البعض الآخر. وأعتقد أن الرئيس نفسه حين طالب بـ«ثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة»، لم يكن يتوقع أن تواجه دعوته بهذا الكم المروع من المقاومة والرفض. المصيبة أن هناك من يروج خلف الأبواب المغلقة المتسللة إلى المنصات الرقمية بأن «الثورة الدينية» المطلوبة ستحول مصر إلى دولة ملحدة وشعب كافر، وهذا يدل على ضيق أفق شديد ومقاومة عنيفة لاستمرار الوضع على ما هو عليه مع اللجوء لأسلحة التلويح بفزاعة الكفر التى أكل عليها الزمان وشرب وبال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على أدمغة المصريين الصراع على أدمغة المصريين



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya