قيم الأسرة المصرية

قيم الأسرة المصرية

المغرب اليوم -

قيم الأسرة المصرية

بقلم : أمينة خيري

دعك من الخناقة الدائرة رحاها، وعما إذا كانت «الست» التى انتشرت صورها بملابس «فرعونية» كان ينبغى أن ترتدى «بادى كارينا». ودعك من ترجيح كفة العباءة السوداء ذات الترتر وخرج النجف التى كانت ستقيها اتهامات الفسق والفجور. ودعك أيضاً من التساؤل حول إذا ما كان المصريون والمصريات القدماء يرتدون فانلات داخلية وأخرى ذات أكمام حفاظاً على الفضيلة أم لا. ودعونا نتساءل عن الأفعال والأحداث والحوادث التى جرت من حولنا على مدار عام وكان من شأنها أن تخدش حياء الأسرة المصرية وتعصف بقيمها وتهدد بقاءها وتضرب بقواعدها عرض الحائط. هل كانت تلال القمامة المتناثرة هنا وهناك، وبعضها فى شوارع رئيسية وأماكن أثرية ومناطق راقية مثل مصر الجديدة والزمالك والمهندسين؟ لا، لم تخدش هذه التلال قيم الأسرة المصرية. هل كانت آلاف المركبات المرخصة وغير المرخصة التى تسير عكس الاتجاه وتعد شروعاً فى قتل وإلحاق الأذى بالنفس والغير؟ لا، لم يخدش السير العكسى القاتل حياء الأسرة المصرية.

هل كانت فتاوى تصدر ربما بحسن نية لكنها تساهم فى مزيد من إغراق للمجتمع فى غياهب الضحالة ودهاليز تسليم الرقاب لرجال يفتوننا فيما نأكل ونقرأ ونفكر؟ لا، لم تتسبب فتاوى عجيبة غربية مريبة فى خلخلة دعائم الأسرة المصرية. هل كانت الدروس الخصوصية التى يصر البعض على الإبقاء عليها إن لم يكن فى السنتر غير المرخص فعبر الأثير غير المراقب؟ لا، لم تتسبب الدروس الخصوصية التى تستنفد جيوب الأهل فى غضب الأسرة المصرية. هل كانت الرشاوى التى يدفعها كل منا لإنهاء أوراقه وإلا تعرضنا للتعطيل والتأجيل؟ لا، لم تتسبب الرشاوى فى عكننة مزاج الأسرة المصرية. هل كان إصرار ملايين المواطنين على عدم ارتداء الكمامات وضرب عرض الحائط بقواعد النظافة الشخصية، معرضين بذلك أنفسهم وغيرهم لأخطار كورونا؟ لا، لم تغضب أنانية البعض ورفض تحمله نصيبه من المسؤولية المجتمعية للسيطرة على انتشار الوباء فى الأسرة المصرية. هل كان إصرار الملايين على المضى قدماً فى منافسة الأرانب فى الإنجاب وضخ ملايين العيال لتشغيلهم فى التسول وعلى توك توك وتزويج البنات فى عمر الطفولة؟ لا، لم يزعزع الإنجاب دون هوادة والقنبلة السكانية التى انفجرت قبل سنوات أسس وقواعد الأسرة المصرية. هل كان الإصرار على أن يزج المجتمع كله أنفه فى شؤون كل أنثى مصرية بدءاً بماذا ترتدى مروراً بكيف تتحدث وانتهاء بماذا تعمل؟ لا، لم تهز تلك الحشرية شعرة من شعر الأسرة المصرية.

ماذا هزها إذن؟ هزتها وعصفت بقواعدها وخلخلت أوصالها وزعزعت قيمها فتيات التيك توك، والراقصة البرازيلية، وفستان رانيا يوسف، ووشم أحمد الفيشاوى، وشابات قضية الفيرمونت المعتدى عليهن وليس شباب الفيرمونت الذين قاموا بالاعتداء. الحقيقة هى أن الأسرة المصرية فعلياً فى خطر، ولكن لأسباب تتعلق بما نظن أنه يعرضها للخطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيم الأسرة المصرية قيم الأسرة المصرية



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 22:24 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

كيكو كاسيا يُشيد بمستوى لوكا زيدان مع ريال مدريد

GMT 15:57 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

اتحاد طنجة يُفجّر أكبر مفاجأة في مرحلة إياب الدوري المغربي

GMT 02:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم نسرين أمين وأشرف عبد الباقي من مجلة "نص الدنيا"

GMT 15:39 2016 الأحد ,14 شباط / فبراير

محمد جونسور وزوجته يرتديان زيًا عربيًا

GMT 10:08 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

لمسات ريفية تضفي البساطة على منزل مايلي سايرس

GMT 22:30 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم الوطن العربي يشاركون في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 16:10 2013 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

إصنع وسادتك الخاصة جدًا في منزلك ولن تجد له مثيل

GMT 08:17 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

2206 أطنان خضار وفواكه ترد للسوق المركزي في الأردن

GMT 12:45 2016 السبت ,12 آذار/ مارس

والد ايدين هازارد يكشف سبب تراجع مستواه

GMT 07:29 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كوريا الجنوبية تستضيف معرض السياحة الطبية في دولة الإمارات

GMT 16:11 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب غامبيا يستدعي مهاجمه محمد باداموسي لاعب الفتح
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya