المرأة «تُمناية»

المرأة «تُمناية»

المغرب اليوم -

المرأة «تُمناية»

بقلم : أمينة خيري

أقسم بالله العظيم أن أزمة المرأة والشابة والطفلة فى مصر ليست تعيين وزيرة وسفيرة و(انتخاب) نائبة. كما أن الحكاية ليست «إللى بتحكم البيت المصرى الست» أو «دى الست فى الصعيد قوية ومسيطرة غير ما أنتم فاكرين». والمعضلة لا تكمن فى تذكير المعتدى والمتحرش بأن له أختا وأما وزوجة وابنة يمكن أن تتعرض لما يفعله بـ«بنات الناس». الحكاية وما فيها أن الأنثى فى مصر منذ سبعينيات القرن الماضى ليست واحدًا صحيحًا. الثقافة المستوردة والنسخة المشوهة من الدين التى تُرِكت ترتع فى ربوع مصر وسكوت الدولة وخنوع الناس جميعها أدت إلى عمليات نحر ونخر وتآكل مكثفة وسريعة جعلت منها «تمناية»، كتلك التى تركض فى الشوارع دون ترخيص تنقلب على جنبها حينًا وتصل إلى غايتها منهكة متآكلة أحيانًا.

ولأولئك الذين يتعجبون وترتفع حواجبهم استغرابًا من القول بأن الأنثى المثقفة التى تمتلك عقلًا حرًا وقدرة على التفكير وحظًا نجا بها من هسهس التكفير ووسواس تحريم النفس الذى تتنفسه تعيش فى مجتمعنا وهى تحمل جروحًا نفسية وعقلية غائرة لكونها أنثى ترفض أن تكون رقمًا فى القطيع. الأنثى التى ترى فى نفسها منحًا ربانية أخرى غير أعضائها التناسلية وقدراتها على الإغواء وإمكانياتها لإنجاب العيال وملكاتها المنزلية فى الطبخ والكنس وضبط رمانة ميزان الأسرة تعانى معاناة شديدة المرارة. لماذا؟ لأنها منذ أن تفتح باب بيتها وتستعد لنزول الشارع تعلم أنها مقبلة على صراع محموم مكتوم لتبرئة ساحتها أمام الخضرى الذى يعتبرها امرأة مارقة، وسائق الميكروباص الذى ينظر إليها على أنها «ماكينة»، والشيخ الذى يرمقها بنظرة عدائية لأنها لا تتبع مقاييس الأيزو المتفق عليها قبل نصف قرن، ومعلم المدرسة الذى يقول لتلميذاته إنها نموذج لا يجب اتباعه، وموظف الحكومة الذى يعطل معاملاتها لأنها لا تتطابق والصورة الذهنية التى نشأ عليها لما يجب أن تكون عليه «الحريم»، إلى آخر قائمة المعاملات اليومية.

عمليات النحر والنخر التى شوهت الأنثى المصرية منذ سبعينيات القرن الماضى جعلت وقت دار الإفتاء الثمين وفكر مؤسسة الأزهر الرصين ينشغل بأسئلة الشعب: هل المرأة يحق لها الخروج للشارع؟، ما معايير الضرب التى يجب على الزوج أن يتبعها لتأديب زوجته؟، هل قطع الصلاة يحدث فقط بسبب الكلب الأسود والحمار والمرأة؟.. وتتواتر الأسئلة المهمة التى تشغل الأمة والشعب والمجتمع، فمنهم من يحاول أن يكون وسطيًا متساهلًا فيسأل ربما المقصود المرأة الحائض، لكن يباغته آخر: لا المقصود بالمرأة التى بلغت سن المحيض، ويلجأ المتنازعان إلى مشايخنا الأجلاء للوصول إلى حل لهذه الأزمة الكبرى، والأمثلة والنماذج لا تعد ولا تحصى. وسبب أنها لا تعد ولا تحصى ليس لكثرتها، ولكن لأنها «معششة» فى عقول وقلوب ملايين المصريين والمصريات. أعلم تمامًا أن الناجين والناجيات من الهسهس قلة قليلة، لكن الله غالب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة «تُمناية» المرأة «تُمناية»



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 22:24 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

كيكو كاسيا يُشيد بمستوى لوكا زيدان مع ريال مدريد

GMT 15:57 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

اتحاد طنجة يُفجّر أكبر مفاجأة في مرحلة إياب الدوري المغربي

GMT 02:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم نسرين أمين وأشرف عبد الباقي من مجلة "نص الدنيا"

GMT 15:39 2016 الأحد ,14 شباط / فبراير

محمد جونسور وزوجته يرتديان زيًا عربيًا

GMT 10:08 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

لمسات ريفية تضفي البساطة على منزل مايلي سايرس

GMT 22:30 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم الوطن العربي يشاركون في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 16:10 2013 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

إصنع وسادتك الخاصة جدًا في منزلك ولن تجد له مثيل

GMT 08:17 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

2206 أطنان خضار وفواكه ترد للسوق المركزي في الأردن

GMT 12:45 2016 السبت ,12 آذار/ مارس

والد ايدين هازارد يكشف سبب تراجع مستواه

GMT 07:29 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كوريا الجنوبية تستضيف معرض السياحة الطبية في دولة الإمارات

GMT 16:11 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب غامبيا يستدعي مهاجمه محمد باداموسي لاعب الفتح
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya