الأستاذ اللى كان معَدِّى

الأستاذ اللى كان معَدِّى

المغرب اليوم -

الأستاذ اللى كان معَدِّى

بقلم : أمينة خيري

تبدأ أخبار اللقاح فى التواتر. تتناثر الأقاويل، وينتشر القيل والقال، وتتصاعد عمليات «الشير فى الخير» و«منقول» و«نقلًا عن الصديق أينشتاين»، فما بالك ببدء وصول دفعات اللقاح، والإعلان عن الفئات التى لها الأولوية، والجداول الزمنية المتوقعة؟! أغلب الظن أن الأجواء ستكون أشبه بمولد سيدى عبدالرحيم القناوى، وحركة الأخبار والأخبار المضادة ستتحول إلى أدوات حروب مشتعلة ومُعَدّات تراشق متقدة. وسيتحول «الأستاذ اللى كان معَدِّى الشارع من شوية» إلى جهبذ من جهابذة اللقاحات وعلامة من علامات الفيروسات لمجرد أنه سمع أحدهم يحكى عما قاله له ابن عمه، بناء على ما كتبه خال زوجته، عن اللقاح وآثاره وتوقعاته المستقبلية. وستناطح آراء ومواقف «الأستاذ اللى كان معَدِّى من شوية» آراء أعتى علماء الفيروسات فى منظمة الصحة العالمية وهيئات الدواء العالمية ومراكز التجارب الإكلينيكية.

وسيتم تداول ما ردده وهو «قاعد على القهوة» على مواقع التواصل الاجتماعى، وربما يتخذ منه برنامج «ترند اليوم» أو فقرة «تغريدة الأمس» على شاشات التليفزيون موضوعًا للنقاش ومحورًا يتحاور فيه ضيوف الحلقة فى استوديو التحليل. وبالطبع سيكون لما قاله «الأستاذ اللى كان معَدِّى من شوية» مكانة بارزة فى صحف اليوم وإشارة واضحة فى المواقع الخبرية. ولن يدع البعض الفرصة تمردون أن يلجأوا إلى المرجعيات ليدلوا بدلوهم ويفتوا بإفتاءاتهم فيما إذا كان تناول اللقاح على الريق حلالًا أم حرامًا، وعن حكم الخضوع للقاح أثناء نهار رمضان. وربما تُخصص له فقرة فى برامج فقه النساء، فتلقيح الرجال بكل تأكيد يختلف عن تلقيح النساء. صحيح أن أغلبنا سيتغاضى عن مسائل بالغة الحيوية، مثل «هل يجوز الحصول على اللقاح من الكفار والقردة والخنازير؟» و«هل تخضع اللقاحات والتحصينات لقرارات المقاطعة، المُتخذة قبل أيام قليلة، أم أن للقاحات أوضاعًا استثنائية؟» واستثناء اللقاح من منصات السياسة، حيث الهبد سيد الموقف والرزع علامته الساطعة، أمر لا يمكن تخيله، فسنجد ملايين التغريدات عن الأنظمة القمعية وكيف أنها تسلب حق مواطنيها البديهى فى التحصين، وستكون فرصة ذهبية لرفع شعار «عيش.. حرية.. تحصينات اجتماعية». وعلى الجانب الآخر، ستعزف الأوركسترا الفيلهارمونى معزوفة الدقة فى الأداء والسرعة فى الحصول على اللقاح. تخبرنا السنوات القليلة الماضية بأن الاستعداد للطوفان التحليلى والإغراق فى الأخبار الكاذبة والسيولة المعلوماتية والخبرية وتضارب الأخبار، حتى بين المنصات الخبرية الدولية الراسخة منذ عقود، ليس خيارًا، بل واجب. علينا من الآن أن نكون على يقين بأننا مقبلون على أشهر يهيمن عليها «الترند اللقاحى». سنجد فى جعبتنا كل صباح تلالًا من الأخبار المتناقضة عن اللقاحات. وسنجد على شاشاتنا ليلًا جبالًا من التحليلات الطبية المُسيَّسة والإفتاءات الفيسبوكية والتويترية التى ترفع شعار «حدودنا فى الهرى هى السماء»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ اللى كان معَدِّى الأستاذ اللى كان معَدِّى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 10:37 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحمل

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 08:48 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تمتعي بأجازة ساحرة في منتجع "فورسيزونز بالي" في إندونيسيا

GMT 05:18 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

كشف سر اختفاء الأفلام التي تحمل أسماء أحياء شهيرة

GMT 23:40 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توقف جزئي لحركة “ترامواي” الدار البيضاء طيلة 8 أيام

GMT 06:32 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

العلماء يجدون نصبًا تذكاريًا شرق يوركشاير عمره 4000 سنة

GMT 11:46 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

الألعاب النارية تودي بحياة اثنين في براندنبورج في ألمانيا

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 01:35 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

تعرف كيفية مواجهة شعور الوحدة دون تدخل خارجي

GMT 20:52 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا الأجمل لقضاء شهر عسل مميز
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya