يوم الطفلة و«سِلْو بلدنا»
أخر الأخبار

يوم الطفلة و«سِلْو بلدنا»

المغرب اليوم -

يوم الطفلة و«سِلْو بلدنا»

بقلم : أمينة خيري

يوم 11 الجارى كان اليوم الدولى للطفلة. والطفلة قد تكون مراهقة، لكنها تظل تتمتع بحقوق الطفلة من تعليم وتوعية وتنشئة ورعاية وعدم تعريض لعنف أو قهر أو حرمان أو زواج.. أو غيرها من أشكال وصنوف الجرائم الإنسانية التى لا تجرّمها قوانين كل الدول بالضرورة، ولكن تجرّمها قواعد الإنسانية.. وبهذه المناسبة التى لا أظن أنها ستلفت انتباه الكثيرين، أو تستوقف البعض للتفكر والتأمل، تجدر الإشارة إلى أن أولى مراحل قهر الأنثى المصرية تبدأ فى هذه الفئة العمرية، والقهر ليس عنفًا جسديًا بالضرورة أو وأدًا بمفهومه الممتد لعصور الجاهلية الأولى، لكنه حرمان من التعليم أو تزويج دون سن الـ18، أو قطع وبتر للأعضاء التناسلية، أو فرض هيمنة فكرية متطرفة، أو بسط نفوذ ثقافى وارد الخارج تحت مسميات مختلفة تبدأ بالدين وتمر بالعادات وتنتهى بـ«سلو بلدنا».. الطفلة التى لم تبلغ عامها السادس ولكن يرى أبوها وأمها أنها أداة محتملة لإثارة الشهوات وممارسة الجنس فيتم إجبارها على ارتداء إسدال تتكعبل فيه الصغيرة وتتعثر وهى سعيدة بأنها كبرت هو قهر.. الطفلة التى بلغت سن الـ12 أو الـ13 - وربما أقل- وتجد نفسها زوجة تحت اسم الستر أو العفة هو قهر، حتى لو كانت الصغيرة سعيدة بألوان المكياج التى يتم تلطيخ وجهها الصغير بها أو حلم السيادة الخادع الذى تغرق فيه هو قهر.. والطفلة التى يقرر أبواها أنها لا تحتاج التعليم لأنه غير ذى فائدة تتعرض للقهر.. وتلك التى يتم إنجابها فى خضم معركة التكاثر الجنونى لأن تنظيم الأسرة حرام ولأن العدد فى الليمون ولأنه مطلوب أن تكون الأمة مليارية لتخيف الأعداء وتدحر الأشرار هو قهر لها.. والطفلة التى يتم رى عقلها بمياه ملوثة بأفكار لا تخرج عن إطار كونها وعاء للإنجاب وأداة لتفريغ الشهوات هى نموذج للقهر البيّن. فى اليوم الدولى للطفلة علينا أن ننظر إلى طفلاتنا ومراهقاتنا.. والطفلة التى يتم تنشئتها على أساس أنها «عود البطل» أو «البت إللى أنا سبتها» أو «بهوايا قاعدة معايا» هى نواة المرأة التى تؤمن بأنها ليست ناقصة عقل ودين فقط، بل ناقصة مواطنة وكرامة ومكانة. الطفلة والمراهقة المصرية ليست على ما يرام. ثقافة الجاهلية الأولى المسيطرة سيطرة شبه تامة على ملايين الأسر فى مصر تَطْبِق على أنفاس الطفلة المصرية. وحتى لا يقفز القفازون إلى «وهل تريدين حرية جنسية للصغيرات؟»، حيث إنه بات جليًا واضحًا أن الحديث عن استقلال العقل وحرية الفكر لا يعنيان سوى الحرية الجنسية وممارسة الفجور.. نقول إن الطفلة المصرية هى أكاديمية ومهندسة وطبيبة ومعلمة وموظفة وعاملة وعالمة والحائزة جائزة نوبل فى الكيمياء والفيزياء والأدب فى المستقبل، وهى أيضًا الزوجة الصالحة والأم الواعية فى هذا المستقبل الذى لن يتحقق طالما مراهقات مصر رازحات تحت ثقل ظلم وقهر باليين يرتديان ملابس العدل والتكريم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الطفلة و«سِلْو بلدنا» يوم الطفلة و«سِلْو بلدنا»



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 18:45 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

ريال مدريد قد يفقد لوكا مودريتش أمام ليفانتي

GMT 13:01 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "تاريخ الموسيقى العالمية" عن قصور الثقافة

GMT 11:13 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنطوني غوشوا يطمع في لقبي مجلس الملاكمة والاتحاد الدولي

GMT 04:16 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

"الشراشيب" تعود بقوة لتتربع على عرش الموضة

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 18:09 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

فرنسا تحظر استخدام الموبايلات في المدارس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya