استدامة الحذر وربنا يستر

استدامة الحذر وربنا يستر

المغرب اليوم -

استدامة الحذر وربنا يستر

بقلم : أمينة خيري

على ما يبدو أن استدامة الحذر هى الأصعب فى حلقة وباء كوفيد- 19. صدمة الوباء الأولى وما اعتراها من عدم تصديق، ثم تشبث بنظريات المؤامرة والإلهاء، وبعدها التصديق واتباع الحذر والاحتراز، تلتها هدنة نسبية قوامها الأمل فى أن يكون انخفاض الأعداد بداية نهاية الوباء وعودة الجميع إلى الحياة الطبيعية، وحاليًا هجمة جديدة يُقال إنها أشرس وأوسع انتشارًا وذات نمط مختلف، جميعها يجعل من استدامة إجراءاتنا الاحترازية والوقائية وقراراتنا بالإغلاق أو الإغلاق الجزئى أصعب ما فى المشهد. وإذا أضفنا إلى ذلك طوفان الأخبار المتواترة عن لقاحات أثبتت فعالية متأرجحة بين الجيدة جدًا والجيدة والمتوسطة، ناهيك عن توقف تجارب على علاجات ولقاحات لخطورتها، بالإضافة إلى المعركة الأخلاقية الأممية القادمة، والمتمثلة فيمَن يحصل على أى لقاح، وبكم، وبأى كمية، ثم مَن الفئات الأولى بالتحصين؟ وغيره، كل هذا يجعل مطالبة الجموع باستدامة الحذر أمرًا بالغ الصعوبة. فى بريطانيا وإسبانيا يتظاهر البعض معترضًا على الإغلاق الجزئى. وهنا وهناك ترويج لتوجهات فكرية ترى اللقاحات والتحصينات شرورًا مطلقة وتحذر الناس من تلقيها. وفى العديد من دول العالم الأول انتقادات لاذعة للقيادات السياسية حول تعاملها مع الوباء فى موجتيه الأولى والثانية، ومَن يعلم ربما الثالثة! الأخبار الواردة من دول غربية تشير إلى أن المستشفيات تمتلئ بالمرض بسرعة رهيبة، وأن أقسام الطوارئ فى المستشفيات متخمة بالمصابين اللاجئين إليها، وأن العناية المركزة لم تعد قادرة على استيعاب أعداد الحالات الحرجة، وأن دولًا أوروبية عدة تستعد لإغلاقات جزئية والتلويح باحتمالات الإغلاقات الكلية فى حال استمر الوضع فى التدهور. نحو 95 فى المائة من المرضى فى العناية المركزة فى مستشفيات فرنسا حالات حرجة لمرضى كورونا.

ألمانيا تخبر المواطنين بأنهم مقبلون على شهور صعبة. إصابات كورونا فى موجتها الثانية فى إيطاليا تعدت المليون. تلويح بإلغاء احتفالات الكريسماس فى كندا. الوباء تحول فى أمريكا إلى كارثة إنسانية. وفى تلك الأثناء، ننظر إلى أنفسنا لنجد الغالبية المطلقة من سائقى وركاب المواصلات العامة بلا كمامات. ونجد «متعلمين» يقابلون يحيون بعضهم البعض فى الشارع بخلع الكمامات، ثم تقبيل بعضهم، ثم معاودة ارتداء الكمامات.

ونجد بائعى الأجبان فى السوبرماركت والكمامات مازالت متدلية أسفل أنوفهم. ونجد المواطنين متجمهرين بحميميتهم المعتادة أمام شباك التذاكر، ولسان حال الغالبية: «ربنا يستر». بالطبع جميعنا يسعى إلى ستر الخالق، لكننا أيضًا نقصر فى حق أنفسنا حين نرمى بأنفسنا فى التهلكة ونعتمد فقط على الستر الإلهى. من جهة أخرى، على الجهات العليا المختصة البحث فى معضلة استدامة الحذر والحرص، وهو بحث يجب ألا يقتصر فقط على علماء وأطباء الفيروسات والعدوى، ولكن يجب أن يضم فى صفوفه علماء الاجتماع والنفس والإعلام وليس البروباجاندا للوصول إلى رؤية واقعية لاستدامة الحذر واستمرارية الحرص قدر المستطاع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استدامة الحذر وربنا يستر استدامة الحذر وربنا يستر



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:02 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

الوحدة الوطنية التي نريدها

GMT 01:00 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

دار "ماتيلد لورون" تطرح عطرًا للرجل العاشق للحرية

GMT 22:35 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل ثلاثة مغاربة من أسرة واحدة في حريق شمال إيطاليا

GMT 05:34 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مي الجداوي تعلن عن مراحل تشطيب المنزل

GMT 14:07 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

سفيان بوفال يقترب من حمل قميص أسود الاطلس

GMT 02:32 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

شركة "مرسيدس-بنز" تكشف عن تطوير سيارتها من الفئة "S"

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

GMT 02:08 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

قيس سعيد يجري حوارا بعد مرور 99 يومًا من تسلمه رئاسة تونس

GMT 08:25 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

موسكو: اغتيال سليماني خطوة متهورة تصعد التوتر في المنطقة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قناة "MBC5" تقرر الاستغناء عن الفنانة "جميلة البدوي"

GMT 19:19 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم ما يقوله الاطفال قبل أن يتكلموا؟

GMT 09:08 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

الوداد يعير المترجي لشباب المحمدية

GMT 18:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

عدم حماسة الجماهير تثير قلق مسؤولي "كوبا أميركا"

GMT 17:38 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

طالب مغربي يقتل زميله لخلاف على فتاة في الصين

GMT 21:28 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

"سكودا" تطلق سيارة كروس كهربائية مميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya