أطفال المرور

أطفال المرور

المغرب اليوم -

أطفال المرور

بقلم : أمينة خيري

قيل كل ما يمكن قوله فى شأن الطفل الذى قاد سيارة والده، وتعدى باللفظ والقول مرتين على رجال الشرطة، وذلك باستثناء قول واحد، ألا وهو أن ما أتى به «طفل المرور» لم يكن مفاجئاً. ومن يدعى أنه فوجئ، أو أن ما رآه أو قرأه أو سمع عنه فاجأه وصدمه هو على الأرجح إما لا يقول الحقيقة أو كان غائباً عن البلد لفترة وعاد فجأة.

المفاجأة ربما تكمن فى الثقة العارمة التى يتمتع بها الطفل فى نفسه وفى أهله وفى قدرتهم على حمايته والانتقام ممن تجرأ وأوقفه. عزيزى المواطن، هل أنت مندهش فعلاً أن طفلاً يقود سيارة والده؟ إذا جاءت إجابتك بلا، فشكراً على صراحتك. وإن كانت نعم، فعينى فى عينك كده؟!! الشوارع، لا سيما فى التجمعات السكنية الحديثة، عامرة بأمثال «طفل المرور». لكن هناك أطفال مرور آخرين.

تفضل سيادتك وقم بزيارة إلى أى من المناطق التى تحفل بحركة تشييد، وستجد الأطفال لا يقودون سيارات، بل يقودون كراكات ولوادر وحفارات وغيرها، ناهيك عن النصف والربع نقل التى يقودونها «عادى جداً». وبالطبع تعدينا مرحلة الطفل الذى يقود تروسيكلا أو دراجة نارية لأنها باتت أقرب ما تكون إلى لعب الأطفال. ويبدو أننا اقتربنا من تقنين قيادة الأطفال للميكروباصات، ولدينا الشهر الماضى وحده حادثان كبيران بطلهما طفلان يقودان ميكروباص، الأول فى المحلة والثانى فى سوهاج، وقام كل منهما بدهس مجموعة من المواطنين، منهم من لقى حفته، ومنهم من أصيب إصابات بالغة. صحيح أن «طفل المرور» ابن ناس أكابر، فى حين أن الآخرين ممن يقودون ميكروباصات وتروسيكلات... إلخ فقراء، إلا أن الطفل يظل هو البطل. وهو ليس البطل بمعنى أنه الجانى، لكنه محور أحداث لا حصر لها فى الشارع المصرى.

ونحن حين نتحدث عن أفعال قام بها البعض، ووصفها البعض الآخر بأنها خدشت أو خرقت أو تلاعبت بقيم الأسرة المصرية، نتناسى أن هذا الكم المذهل من الأحداث والحوادث أتى من أشخاص ينتمى كل منهم لأسرة مصرية هى نفسها المخدوش حياؤها والمتلاعب بقيمها. الدائرة مغلقة، ولو بقينا على عنادنا ودفن أدمغتنا فى الرمال فسنظل نتعامل مع ملايين الأحداث والحوادث من حولنا تعاملاً أمنياً خالصاً. الأسرة المصرية تعرضت للهدم والخدش والخرق حين تنازلت عن ثقافتها وهويتها واعتنقت أخرى لأنها تبدو أكثر التزاماً وتحفظاً. واستمر الانهيار مع إصرارنا الجماعى على تسليم مقاليد التفكير والتنوير والتثقيف لمن احتكروا الدين وتفسيره. وبهذا التسليم اعتقدنا أنه يرفع عنا عناء التخطيط للزواج والتفكير فى بناء أسرة وبذل الجهد فى التربية والتنشئة. منا من اعتبر المال الوفير مع المدرسة الدينية خير مربٍ، ومنا من اعتبر الإغراق فى الفقر خير مبرر لعدم التربية. قيم الأسر المصرية خٌدِشت حين خدشت الأسرة المصرية ثقافتها وهويتها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال المرور أطفال المرور



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya