قدوة المجتمع المتدين

قدوة المجتمع المتدين

المغرب اليوم -

قدوة المجتمع المتدين

بقلم : أمينة خيري

تعريفه على «واتس آب» «أستغفر الله العظيم يارب». اسمها على «فيسبوك» «حسبى الله ونعم الوكيل» وحالتها «اللهم ارحم أبى وأمى وكل أموات المسلمين». حسابها على «إنستجرام» اسمه «حبيبى يارسول الله (ص)» وتعريفها «آى آم مسلم». تغريداته على «تويتر» مهمتها التشكيك فى معتقدات الغير والتأكيد على فوقية معتقده وسمو انتمائه. محل الحلويات اسمه «لا إله إلا الله». السيوف وعبارات التوحيد كانت تغطى الكثير من زجاج السيارات الملاكى الخلفى وحالياً عرفت طريقها إلى باصات النقل العام. صور فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى تغطى نوافذ العديد من سيارات الميكروباص والسوزوكى «التمناية» وسيارات النقل على الطريق. المحلات التجارية تحرص على تشغيل القرآن الكريم بأعلى صوت فى الصباح الباكر طلباً للبركة وأملاً فى الرزق الوفير. عمال البناء لا يفوتهم أن يكتبوا بالطلاء الأسود «هل صليت على النبى اليوم؟» على أعمدة الكبارى التى شيدوها وأكشاك الكهرباء التى أصلحوها. كل هذه المظاهر «الإيمانية» شىء رائع وعظيم. وتكتمل الصورة بالبحث عن أيقونات والمثل الأعلى أو النموذج المحتذى لدى الصغار والشباب. بالطبع نجمنا الساطع محمد صلاح يهيمن على أحلام الكثيرين من الشباب والأطفال من الذكور. البعض يطرح إسمه محمد رمضان من باب أنه صعد سلم المجد بسرعة صاروخية وثراؤه الواضح يتحدث عن نفسه. لكن كثيرين أيضاً يذكرون أسماء الأولين من الأنبياء والصحابة ومفسرى القرآن الكريم كمثل أعلى أو يحتذى.

وهذا شىء رائع وعظيم. لكن الغريب أن أحداً لا يذكر اسم عالم أو باحث أو مخترع أنسولين تستخدمه جدته لعلاج السكر، أو أديسون الذى يمكنه من رؤية الكتب الدينية التى يقرؤها، أو الأخوين رايت اللذين مكّناه من ركوب الطائرة لأداء العمرة وفريضة الحج، أو مارتن كوبر الذى مهّد الطريق لابتكار الهاتف المحمول الذى يؤذن للصلاة فى أوقاتها، أو كارل بنز الذى ابتكر السيارة الحديثة ليضع عليها الملصقات الدينية مشهراً إيمانه أمام المارة وقادة السيارات الأخرى، أو لورنس روبرتس أحد أوائل مبتكرى شبكة الإنترنت التى تمكنه من تحميل الأدعية الدينية وفيديوهات المفسرين والمفتين والفقهاء، أو حتى بريان أكتون وجان كوم اللذين ابتكرا «واتس آب» وما يتيحه من إرسال أدعية الصباح والاستغفار وحكايات «جاء إعرابى» إلى الصديقات والأصدقاء. كل ما سبق من أسماء ومبتكرات واختراعات قلما تطرأ على بال أحدنا باعتبارها قدوة أو نموذجاً يحتذى. فالابتكار ليس غايتنا، والمخترعون ليسوا قدوتنا، والعلم والبحث والتعلم ليست أسمى أمانينا. والأدهى من ذلك هو اختفاء الأعلام المصريين مثل طه حسين والعقاد وجمال حمدان وأحمد زويل ومصطفى السيد وثروت أباظة ومصطفى السيد وسهير القلماوى وعائشة راتب وغيرهم من قائمة القدوات. هل هذا طبيعى؟! هل يمكن أن يحيا مجتمع على هذا الشكل من «التدين» دون محتوى علمى أو ثقافى أو سلوكى أو حتى معرفى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قدوة المجتمع المتدين قدوة المجتمع المتدين



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 17:53 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

سقوط رافعة ورش بناء وسط حي مأهول في القنيطرة

GMT 14:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاعتداء على سائحة أسيوية في مراكش المغربية

GMT 21:17 2013 الخميس ,09 أيار / مايو

كيت موس عارية للحصول على لون مدبوغ

GMT 15:35 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اعتقال أربعة أشخاص مدججين بأسلحة بيضاء بمدينة الجديدة

GMT 09:10 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد كوكيز بجوز الهند والزبيب

GMT 14:38 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

مكياج لجلسات رمضان خطوة بخطوة

GMT 23:29 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة الإدارية تُقرّر عزل رئيس المجلس الجماعي للهرهورة

GMT 07:15 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"DextrES" قفازات سويسرية تتيح لمس الأشياء الافتراضية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya