مسؤولية الضخ

مسؤولية الضخ

المغرب اليوم -

مسؤولية الضخ

بقلم : أمينة خيري

معركة التنمية حامية الوطيس التى تخوضها مصر حاليًا لن تستوى مع استمرار سباق الأرانب المحتدم. نحن فى سباق مع الزمن الذى تجاهلناه وتجاهلنا طيلة حكم الرئيس السابق مبارك. ولسنا فى سباق مع الزمن وحده، فنحن فى مواجهة شرسة مع أحوال وأوضاع بالغة السوء، بعضها خاص بالكوكب كله الذى ضربه الوباء ممليًا قواعد وفارضًا قيودًا قاسية على الجميع، والبعض الآخر خاص بإقليمنا المبتلى بصراعات طائفية وحروب بينية وأسطورة خيالية جعلت الملايين تعتقد أنها فى صراع أبدى من أجل الدين. ولا يخلو الوضع الداخلى من صراعاته المصرية ذات الخصوصية الشديدة، ألا وهى صراع العيال، هذه الحرب المتأججة التى لا تلفت انتباه الغالبية، بعدما صارت ظاهرة عادية من ظواهر الطبيعة. هذا الكم المذهل من العيال الذى يتم ضخه فى السوق على مدار الساعة والدقيقة ينهكنا ويمتص دماءنا وقوتنا ورزقنا. وحتى تستوى الفكرة، علينا أن ننحى جانبًا تمامًا مقولة إن «الدول القوية المتقدمة تعتبر البشر رأس مالها»، فرأس المال العليل يخرب الدول ولا يبنيها. وحين يتم ضخ هذه النوعية من رأس المال من قبل أهلٍ يتعاملون مع عيالهم باعتبارهم مصدر رزق إضافيًا لبناء دور إضافى فى البيت المبنى على أرض زراعية، أو لشراء توك توك أو تروسيكل يرتع فى طول البلاد وعرضها، أو لتشغيل ميكروباص بالنفر، أو غيرها من مصادر الرزق، فهذا يسمى رأس مال مؤقتًا لا يساهم بقرش فى عملية الإنتاج، اللهم إلا عملية إنتاج المزيد من العيال. النظرُ إلى ملايين الأطفال والمراهقين والشباب العاملين فى مهن بلا مستقبل كفيلٌ بتعرية أبعاد المأساة. مصر بلدٌ يحاول أن ينهض منذ سنوات ضربه خلالها التجريف والتجهيل والإغراق فى مشكلات الحياة اليومية التى لا تخرج عن إطار الأكل والشرب والتزاوج. أما الحديث عن التنمية وبناء الوطن وإرساء دعائم البحث العلمى رفاه المواطن وغيرها فهى «طق حنك» من الألف إلى الياء. ولا ننسى بالطبع دور الخطاب الدينى - سواء الرسمى محدود الأثر أو غير الرسمى واسع الأثر- الذى يستحسن كثرة العيال، ويعتبرهم مصدر قوة الأمة دون الالتفات إلى نوعية هذه القوة ومدى جودتها. واليوم، وصلنا إلى المرحلة التى ترى فيها الطبقة المتوسطة أنها استيقظت ذات صباح لتجد أنها حلت محل الحكومة فى القيام بمهام ماما وبابا المتلخصة فى إطعام هذه الأفواه. الضرائب المقتصة من رواتبنا (والتى يفترض أنها تخصص للخدمات والبنى التحتية التى تفيدنا) تجد طريقها إلى من يعتبرون ضخ ملايين العيال حقًا أصيلًا لهم، وإطعامهم واجبًا لا ريب فيه علينا. وجهة نظر قاسية؟ ربما، لأن الأكثر قسوة هم من يتركون الأهل يعذبون صغارهم ويزدرونهم معتبرين إياهم مصدر دخل إضافيا. مرحبًا بالقانون المقنن إلى أن تأتى التوعية والتعليم والتثقيف بآثارها التى تجعل ضخ العيال مسؤولية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسؤولية الضخ مسؤولية الضخ



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya