انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة

انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة

المغرب اليوم -

انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

لماذا لا تنتفض «جروبات الماميز» على «واتس آب» و«فيسبوك» لتصحح المسارات المعوجة كعادتها وتدلو بدلوها القيّم فى كل كبيرة وصغيرة، خاصة بالعملية التعليمية لأبنائهن وبناتهن؟ لقد عودتنا هذه الجروبات الحيوية المنتفضة الثائرة دائمًا وأبدًا على أن تكون صوت الحق وضمير الأمة وعقل المنظومة، فلماذا لا نسمع لحراكها صوتًا أو نلحظ لزخمها أثرًا فيما يختص بعروض إعداد وبيع الأبحاث المطلوبة من الأبناء والبنات؟ وحتى فى تلك العروض التى يقدم فيها «أهل الخير والبر» من المحسوبين على العملية التعليمية عرضًا سخيًا ألا وهو إعدادها صدقة جارية أو زكاة عن صحتهم الغالية ربما لكسب زبون ما بعد «كورونا»؟!

هل مهمة «الماميز» فقط هى تحديد الفصول التى يذكرها الأبناء وتلك التى يمرون عليها مرور الكرام، وإشعال الثورات ضد منظومات تشكيل فكر الأبناء عبر تبديل الحفظ والتلقين بالبحث والتفكير، لأن «إللى نعرفه أحسن من إللى مانعرفوش»؟ وهل مهامهم الرئيسية كانت تقتصر فقط على إشعال التريند وتوليع الأثير العنكبوتى، حيث نصبن أنفسهن خبيرات مناهج وامتحانات وتقويم وأنشطة ورياضة واحتياجات خاصة وكل شىء وأى شىء؟

أين «جروبات الماميز» من المهزلة الأخلاقية والسلوكية والتربوية الدائرة رحاها فى عروض إعداد الأبحاث؟ لماذا لا ينتفضن؟ ولماذا لا ينعتن هذه العروض بما تستحقه من نعوت تتراوح بين انعدام الضمير والسرقة والاحتيال والنفاق؟ وأين وازعهن الدينى فيما يتعلق بالكذب وتربية الأبناء على قبول سرقة جهود الآخرين واعتبارها حقًا لهم؟ وأين احتقانهن الثورى، ولماذا لا يوجهنه صوب «المحسوبين على العملية التعليمية» لتلقينهم درسًا فى أصول التربية التى يفترض أنها فى قلب العملية التعليمية؟

المؤكد أن فى هذه «الجروبات» من تعتريه مشاعر رفض أو قرف أو اشمئزاز من مجرد طرح فكرة بيع أو التبرع بالأبحاث للطلاب، لكن لماذا لا تصدح هذه الأصوات فى سماء مواقع التواصل الاجتماعى كما عودتنا لتقلب الأثير رأسًا على عقب؟ ألم يفكر هؤلاء فى الرسالة التربوية أو الأخلاقية الفجة التى نرسلها للأبناء حين يعرض الـ«ميستر» أن يكتب البحث نيابة عن الصغير فى مقابل مادى أو بالمجان؟ دعنا من قيمة التعلم المنتهكة، ومفهوم نسب العمل الذى قام به أحدهم لآخر وتحوله إلى أمر اعتيادى، أليس هناك مجال لنسأل أنفسنا السؤال الأزلى الذى نرفض مواجهته دون رياء، ألا وهو: «لماذا نرسل أبناءنا وبناتنا إلى المدارس؟ هل لأن الجميع يرسل الأبناء إلى المدارس؟ هل لأنها وجاهة اجتماعية؟ هل للحصول على ورقة تفيد ذلك؟

أظن أن أولئك الذين يمتلكون شجاعة الرد فقط سيعرفون أن شراء أو قبول البحث المعد مسبقًا يعنى أننا نضحك على أنفسنا. فكرة التعلم فى حد ذاتها والغرض منها شبه غائبة، والله أعلم. يا «جروبات الماميز»: انتفضن ضد السرقة والاحتيال وتربية أبنائكن وبناتكن على قلة الضمير وانعدام التعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة انتفاضة الـ«ماميز» الغائبة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya