مصر المحتفلة فى البيت

مصر المحتفلة فى البيت

المغرب اليوم -

مصر المحتفلة فى البيت

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

الصلاة فى البيت مقبولة حتماً. والاحتفال فى البيت مبهج أيضاً. والمشاعر الجميلة المعبر عنها فى البيت صادقة أيضاً. وتبادل التهانى قابل للتفعيل من داخل البيت. وأجواء البهجة قابلة للانتشار فى البيت لأنها تنبع فى الأساس منه.ومن داخل أزمة «كورونا» التى ضربت الكوكب يتضح أن الإنسان منا قابل للتعايش والتعامل مع الأزمات وأوقات الشدة بكثير من الإبداع. والأهم من الإبداع هو القدرة على التعلم والقابلية لاكتساب مهارات فكرية وقدرات منطقية كنا نظنها غير موجودة.

وجود العائلات فى داخل البيوت لفترات أطول من المعتاد، والتزام الكثيرين بمفهوم البقاء فى البيت يعلمنا الكثير. القيم التى شاعت وانتشرت وتوغلت فى المجتمع المصرى حيث «أنا وبس» و«أعمل اللى أنا عايزه ماحدش له عندى حاجة» وغيرها من خلايا الأنانية التى استشرت كالسرطان فى المجتمع قابلة للتغيير. الالتزام بالبقاء فى البيت يعنى حرصاً على صحة الفرد وأسرته وفهماً مبدئياً لقيمة المسؤولية الاجتماعية. بقاؤك فى البيت يحمينى، والعكس صحيح. وإصرارك على الخروج ومخالطة الآخرين دون داع يعرضك ويعرضنى للخطر. وكونك حراً فى الدخول والخروج فى غير أوقات الحظر يعطينا فرصة لنستعيد تحضرنا المفقود ونبذ عشوائيتنا وفوضويتنا المكتسبتين، لا بقبضة القانون الحديدية أو فتاوى رجال الدين اللاغية للعقل، ولكن بقدراتنا الذهنية على التفكير والتحليل والاختيار.

اختيار المصريين من المحتفلين اليوم بعيد القيامة المجيد الاحتفاء بالعيد فى البيت لا ينتقص من المناسبة الدينية، ولا ينال من التدين، ولا يلحق الضرر أو الأذى بالدين. فالصلاة والدعاء وتناول الطعام وتبادل التهانى جميعها أفعال مقبولة بغض النظر عن المكان. ولا يعقل أن ينص دين- أى دين- على تعريض المتدينين للخطر لمجرد أن يقيموا شعائرهم فى مكان دون آخر.

عيد آخر سيحتفل به المصريون غداً من داخل البيوت أيضاً. فلا الرنجة ستعترض إن تم أكلها فى البلكونة، ولا الفسيخ سينظم وقفة احتجاجية إن وُضِع فى طبق على مائدة السفرة وليس حديقة الحيوان أو «جنينة الأسماك». وكذلك البيض والخس والملانة، جميعها مصيره واحد، سواء فى الخارج أو الداخل. صحيح أن «شم النسيم» لا يكتمل إلا بالتواجد فى أجواء يتوافر فيها الماء والهواء والوجوه الحسنة، ولكن لا ضرر أبداً من الاكتفاء بالوجوه الحسنة هذا العام درءاً لأخطار كورونا.

ومن محاسن كورونا أنه ألكم ألسنة جهابذة التكفير وأساطين التكريه هذا العام، وشغلهم بالدعاء على الفيروس وتداول نظريات المؤامرة الكونية ضد الدين والمتدينين بعد ما تم منعهم بالقانون من الخروج فى تظاهرات حاشدة للتكبير لتخويف الفيروس وترهيبه. صحيح أنهم يغوصون أحياناً فى غياهب الحسبنة والحوقلة على من أغلق مساجد الله «دون داع»، على أساس أن الصلاة تستغرق 10 دقائق والفيروس لا يدخل إلا فى الدقيقة ال11، إلا أننا ندعو لهم بالشفاء والمعافاة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر المحتفلة فى البيت مصر المحتفلة فى البيت



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya