أستاذي عمرو عبدالسميع

أستاذي عمرو عبدالسميع

المغرب اليوم -

أستاذي عمرو عبدالسميع

أمينة خيري
بقلم : آمينة خيري

رحل الدكتور عمرو عبدالسميع صاحب أحد أكثر الأقلام الصحفية حرفية ومشاكسة وثراءً. كان موسوعة ثقافية وسياسية وفنية تسير على قدمين. قارئ نهم، وكاتب أكثر نهامة. وقبل هذا وذاك كان يتابع ويشاهد ويحلل ما يجرى في مصر والعالم. سنوات عمله في لندن أدت إلى معرفة عميقة بتشابكات السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية، وهو ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبح ملماً بكل التفاصيل التي تجعل من المشهد السياسى الأمريكى لغزاً غير مفهوم لكثيرين.

تألق نجمه كثيراً، لكن خفت أيضاً كثيراً. تألقه لم يتوقف عند حدود الكتابة في الأهرام وروز اليوسف والحياة الدولية، لكنه كان مصحوباً بريشة كاريكاتير اقتصادى في الأهرام لا تقل حذاقة ومهارة عن قدراته الإبداعية في الكتابة. تألق على شاشة التليفزيون المصرى مقدماً ومديراً لحوارات كثيرة في «حالة حوار». اتفق معه البعض، واختلف معه البعض الآخر. أفكاره وميوله ومعتقداته كثيراً ما وضعته في خانة حرجة. لكنه لم يغير ما يؤمن به يوماً. حتى أسابيع وأشهر الإغراق في تمجيد محاسن يناير 2011 والاعتقاد بأنها كانت أفضل ما حدث في مصر الحديثة لم تدفعه إلى تغيير دفة ما يؤمن به. آمن بما اعتبره منطقياً وصحيحاً. ومهما أوصله ذلك لخلافات وصدامات وانتقادات مع الآخرين، لم يغير وجهته، أو تتغير دفته. وحين كانت الأمور تحتدم حيث الخلافات الفكرية الشديدة والاختلافات الأيديولوجية العميقة، كان يفضل الارتكان إلى ملجئه الآمن حيث مكتبه وأوراقة وأقلامه ليستمر في التعبير عن مواقفه والدفاع عنها دون الاضطرار إلى المواجهة وجهاً لوجه. لم تكن المواجهات قضيته وهمه.

ورغم ذلك، ظلت حالته الصحية تتأثر سلباً على مدار سنوات طويلة. عرفته عقب عودتى من سنوات أمضيتها في لندن. عدت لأتسلم مهام عملى في مكتب جريدة الحياة الدولية في القاهرة بعد سنوات من العمل والإقامة في بريطانيا. وعلى الرغم من عدم وجود سابق معرفة أو توصية كعادتنا المصرية الأصيلة، لكنه من موقعه كمدير مكتب الحياة في القاهرة كان أول من رحب بى ودعمنى ووفر لى كل ما يمكن توفيره من إعادة تأقلم مع أجواء العمل في مصر.

وعلى الرغم من سنوات طويلة من انقطاع التواصل الشخصى بيننا في الفترة الأخيرة، كان يصلنى امتداحه الشديد وثناؤه الكبير على ما أكتب. هي شهادة الأستاذ التي أعتز بها. وعلى الرغم من اختلافات كثيرة بيننا في الفكر والتوجه، لكنه أبداً لم يغضب منى أو ينال ذلك من امتداحه المستمر لمسيرتى في الكتابة. هذا الامتداح يظل على «رأسى من فوق».

رحل الدكتور عمرو بعد سنوات طويلة من مراوغاته المستمرة مع حزمة من الأمراض. يتسخف بها حيناً، ثم يضطر للارتداع لقيودها عليه حيناً. لكنه في الأيام القليلة الماضية اضطر للتسليم لها. رحم الله أستاذى عمرو عبدالسميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستاذي عمرو عبدالسميع أستاذي عمرو عبدالسميع



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya