الأطباء ورئيس الوزراء

الأطباء ورئيس الوزراء

المغرب اليوم -

الأطباء ورئيس الوزراء

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

الحكمة تقول إن سد الثغرات وعلاج الجروح الصغيرة أولاً بأول فى الأزمات أولوية. والمنطق يحتم عدم الانجراف فى التهويل أو التهوين فى ظروف تتطلب حداً أدنى من الهدوء والتعقل. ورصيد رئيس الوزراء المصرى، الدكتور مصطفى مدبولى، الهادئ الخلوق، يسمح بأن يأخذ كل منا نفساً عميقاً ويعد من واحد لعشرة قبل أن يطلق العنان للهبد القاتل والرزع السام. وحسناً فعل مجلس الوزراء بأن سارع بتوضيح كلمات الدكتور مدبولى التى أشار فيها إلى أن غياب البعض من الأطباء أدى إلى زيادة معدلات وفيات مرضى كورونا. والمؤكد أن ما قاله المتحدث باسم مجلس الوزراء، المستشار نادر سعد الدين، من أن أطباء مصر أبطال وأنهم وجه منير للقطاع الصحى ويستحقون عن جدارة لقب «جيش مصر الأبيض»، كان له أثر طيب فى تهدئة الاحتقان. والأهم كان التوقيت، إذ لم يٌترَك الأمر أياماً ليزيد التأجيج ويحتدم التهييج. ورغم أن عدم افتراض سوء النية يشير إلى أن ما قاله الدكتور مدبولى كان يقصد به لوماً لقلة من الأطباء ممن قصروا ربما فى أداء مهامهم، إلا أن الأجواء الحالية وطبيعة السوشيال ميديا والخلفية التى لم تهدأ بعد للخلافات والاختلافات بين نقابة الأطباء من جهة ووزارة الصحة من جهة أخرى، بالإضافة إلى ترسانة من المشكلات الخاصة بالأطباء، بدءاً بأوضاعهم، مروراً بظروف وإمكانات تدريبهم، وانتهاء بالفجوات الكبيرة والعميقة التاريخية بين الواقع والإمكانات المتوافرة وبين المأمول والمرغوب، تجعل من هذه الكلمات فى هذا التوقيت مدخلاً لمزيد من الفرقة.

لقد هبت الغالبية المطلقة من الأطباء- بمن فيها المؤيدون للحكومة- تعبر عن غضبها من كلمات رئيس الوزراء. وأقول «بمن فيهم المؤيدون للدولة- لأنه لا يخفى على أحد أن أزمات عدة يجرى تسييسها أو أن جوانب منها سياسية بالفعل، لا سيما وأن الحابل مختلط بالنابل منذ زمن بعيد. المؤكد أننا لسنا ملائكة. المعلمون والأطباء والنجارون والصحفيون والحدادون والمدراء والسباكون والوزراء وربات البيوت والحاصلون على الماجستير والدكتوراة والعاطلون عن العمل وغيرهم فيهم الصالح وفيهم الطالح، وهذا طبيعى. وتوجيه التحية لفئات بعينها فى أى مجتمع فى ظل ظروف استثنائية مثل الوباء أو الحرب أو ما شابه أمر متوقع ومستحب. وهذه الظروف الاستثنائية تحتم علينا ألا نخلط حابل الدور العظيم الذى تقوم به فئات بعينها بنابل أوجه تقصير لدى البعض. وتحتم علينا كذلك كمجتمع أن نرجح كفة التعقل حتى وإن أفقدنا جزءاً من «الترند» أو أفسد علينا شهوة «اللايك» التى تسعدنا وتبهجنا. وأتوقع أن يشير الدكتور مدبولى بنفسه قريباً إلى دور الأطباء العظيم فى ظل الوضع بالغ الصعوبة الذى تعيشه مصر والعالم. وأتمنى أن نؤجل التنقيب عن الفتن وعدم رفع شعار «لو نسيتوا إللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرى» المتبع، مع وضع تصور زمنى لفتح ملف مشكلات الأطباء دون الإصرار على استغلال فرصة الاحتقان الحالى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطباء ورئيس الوزراء الأطباء ورئيس الوزراء



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya