ديكتاتورية «كورونا»

ديكتاتورية «كورونا» !

المغرب اليوم -

ديكتاتورية «كورونا»

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

نحن نحكم بناء على ما لدينا من معلومات، وليس بناء على ما يتم إمطارنا به من آراء مدونين ومواقف مغردين وتحليلات وتنظيرات معاد تدويرها بتصرف واجتهاد. الصين- بؤرة ظهور وانتشار فيروس «كورونا المستجد» أو «كوفيد- 2019»- أعلنت بدء انحسار الفيروس، وذلك من حيث معدل زيادة عدد الإصابات والوفيات. أوروبا بؤرة انتشار الفيروس الحالية تتخذ إجراءات البعض ينتقد حدتها، والبعض الآخر يندد بعدم كفايتها نظراً لحجم الخطر المحدق.

الصين مصنفة دولة «سلطوية»، أى حكومة مركزية بالغة القوة والسطوة، مع حريات سياسية بالغة المحدودية. حرية الفرد تحددها الدولة وليست أمراً مسلماً به، بل يحصل عليها الفرد بحسب ما تراه الدولة موائماً من حيث الكم والنوع. هذا القدر البالغ من «السلطوية» مع قدر بالغ من التطور التكنولوجى، وما أدراكم ما التطور التكنولوجى. هناك لا يتم تفسيره أو التعامل معه باعتباره فتح أبواب منصات التواصل الاجتماعى على مصاريعها حيث «جروبات الماميز» يرسمن سياسة التعليم، وائتلافات سكان المدن تحدد أولويات تطوير البنية التحتية، وخبراء الخوابير يضعون ملامح الحروب التى ينبغى خوضها والسبل الاستخباراتية التى يتوجب اتباعها.

هناك على سبيل المثال لا الحصر، يتوجب على أى مستخدم للإنترنت الخضوع لتكنولوجيا التعرف على الوجه شرطاً لاستخدام خدمات الهواتف الذكية، وهو قانون صدر فى أول ديسمبر الماضى، أى قبل غزوة «كورونا». هذه الخطوة- التى أثارت استهجاناً حقوقياً فى دول الغرب- هى خطوة أمنية فى الأساس، وتهدف إلى إحكام السيطرة على من يدخل على شبكة الإنترنت، حيث ضمان أن يكون كل مستخدم موجوداً باسمه وهويته الحقيقيين. وصف البعض هذا بـ«الديكتاتورية الرقمية»، وندد به البعض الآخر باعتباره اعتداءً رسمياً على حقوق الأفراد البديهية.

لكن الجانب الضئيل المضىء فى كوب الديكتاتورية المقيتة يبدو واضحاً فى القدرة المبدئية على السيطرة النسبية على تفشى الفيروس. بالطبع هذه ليست دعوة لاعتناق الديكتاتورية، لكنها دعوة للتفكر فى تطبيق قواعد الطوارئ فى أوقات الكوارث. وهى فرصة لطرح الأسئلة حول ترك أمور «العزل الاختيارى» وقرارات السفر والتحركات والتجمعات لتقييم الأفراد.

الحريات الشخصية أبجدية الإنسانية، وحقوق الانتقال والسفر والتجمع وغيرها من الحقوق البديهية، لكن فى أوقات كتلك التى نعيشها، حيث هامش تخطى فيروس لديه قدرة على القتل يزيد ويتسع مع زيادة الانتقالات والتجمعات، هل ينبغى التمسك بتلابيب هذه الحريات؟! وهل فرض قيود على السفر- كتلك التى فرضتها دول غربية ديمقراطية عدة- يعد خرقاً للحريات؟ وهل فرض إيطاليا حجراً صحياً على 16 مليون مواطن يعد انتهاكاً لمواثيق حقوق الإنسان؟ ما يعيشه العالم هذه الآونة يطرح جدلية سياسية/ اجتماعية/ حقوقية عن العرض الجانبى السلبى للديمقراطية، وقرينه الإيجابى للديكتاتورية. مرة أخرى هذه ليست دعوة لتفشى الديكتاتورية، فيكفينا ما نحن فيه من أوبئة مرضية وفكرية، لكنها دعوة للتفكر والتدبر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديكتاتورية «كورونا» ديكتاتورية «كورونا»



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya