الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية

الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية

المغرب اليوم -

الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

يخطئ من يعتقد أننا وصلنا مرحلة المعرفة الكاملة بشؤون الفيروس، أو أننا تمكنا من تحديد معالمه بشكل كاف. كما يخطئ من يعقتد أن الأخبار التى ترد إلينا من حول العالم والتى يدور أغلبها فى إطار العودة التدريجية للحياة الطبيعية تعنى أن مرحلة الخطورة قد زالت، وأن الفترة الصعبة قد انقضت.

المؤشرات تقول إن العالم سيعاود تدريجياً فتح ما كان يعرف حتى أواخر عام 2019 بـ«الحياة الطبيعية». والمؤشرات تخبرنا، كذلك بأن هذه المعاودة ليست ناجمة عن انقشاع خطر أو انتهاء تهديد، بل عن درء خطر أكبر، ألا وهو توقف كل عمليات الإنتاج وإفلاس الجميع وموت كثيرين جوعاً إما لعدم وجود مال يشترون به احتياجاتهم أو لوجود مال ولكن عدم وجود ما يشترونه، وذلك أمام خطر أصغر ألا وهو تعريض حياة أو صحة قطاعات من البشر لخطر التقاط العدوى وربما الموت.

هذه العودة أيضاً لا تعكس جاهزية الدول للتعامل مع الإصابات المتوقعة بقدر ما تعنى «تستيف» الأمور الصحية وإعادة ترتيب أولويات الرعاية الطبية واستغلال الأشهر الأربعة الماضية فى استكشاف قدرات الأنظمة الصحية من حيث قدرة الاستيعاب وتوافر المعدات الطبية ووضع تصورات عريضة لقدرات هذه الأنظمة على التعامل مع صحة الشعوب، كل بحسب قدراته. بمعنى آخر، الأشهر الأربعة الماضية وضعت كل دولة من دول الكوكب أمام اختبار عملى مباغت و«عرفتها حجمها الحقيقى». يمكن القول أن أربعة أشهر من عمر كورونا المستجد أخضعت نظم العالم الصحية لاختبار عملى إجبارى مباغت، دون أن تعطيها فرصة التحضير أو التفكير أو التدبير. وتساوى فى ذلك جميع الدول، من لديه لجان إدارة أزمات، ومن ليس لديه، ومن لديه هياكل منزوعة المحتوى. نرى دولاً بدأت تفك الإغلاق ثم ما لبثت أن عادت إليه مجدداً بعد تفاقم الإصابات، ونرى أخرى تفك الإغلاق وتمضى الإصابات قدماً، لكنها تقرر المضى قدماً فى العودة إلى الحياة، ونرى دولاً ساعدتها أنظمتها الصحية المتطورة والمقتدرة مادياً مع قلة عدد السكان على التعامل الهادئ مع الكارثة، وأخرى دخلت بـ«فتحة صدر» متعالية على الفيروس وساخرة من التضييقات فإذا بها تنكس الأعلام حداداً على قتلى تجاوزوا الـ100 ألف.

خلاصة القول إننا فى مصر عائدون إلى «الحياة الطبيعية»، لكن علينا أن نعى أن «الحياة الطبيعية» ستظل استثنائية لحين إشعار آخر، أى أنه سيكون علينا أن نتوقف عن ازدراء الطابور ومقت التنظيم. سنضطر إلى استيعاب أن فى الطابور- حيث البشر غير متلاصقين- حياة، وفى احترام المساحة الشخصية حول الأفراد نجاة. وأن غسل الأيدى بذمة وضمير بالماء والصابون سيبقى معنا أيضاً حيث «الطلسأة» تعرض صاحبها ومن يتعامل معهم لخطر الموت أو المرض. بعد العيد، وبشكل تدريجى، نعود إلى «الحياة الطبيعية» ولكن بطريقة استثنائية، أو بمعنى أدق سنعتنق الحياة الاستثنائية بأسلوب حياة طبيعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية الحياة الاستثنائية ستصبح طبيعية



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya