ماذا فعلنا بـ«الاختيار»

ماذا فعلنا بـ«الاختيار»؟

المغرب اليوم -

ماذا فعلنا بـ«الاختيار»

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

كتبت وأنا مترددة نسبياً قبل أيام عن صدمتى من تحول مسلسل «الاختيار» إلى مناظرة دينية. وكان كثيرون يعولون على «الاختيار» لإعادة معنى وقيمة الوطنية إلى أصلها وتخليصها من شباك إقحام التدين، وهى بالمناسبة الشباك نفسها التى تبيع بها جماعات مثل الإخوان وأبناء عمومتهم نسخهم المختلفة من الإسلام السياسى. استشعرت إغراقاً فى خلط أحداث القصة البطولية التى يتغنى بها المصريون ويبجلون بها شهداءهم بتفسيرات الدين والمقارنة بين المتدينين. وبمرور الأيام ثبت أن المسلسل غرق تماماً فى المقارنات الفقهية بين توجهين دينيين وليس بين تجارة مجرمة بالدين والمتدينين، وتمسك بالوطن والمواطنة بغض النظر عن درجة التدين وخانة الديانة وتوجهات المتدينين.

وعلى الرغم من استمرار الإعجاب بفكرة العمل إلا أن شعوراً عميقاً بالإحباط من استمرار ضياع الفرص وتبديد الأدوات الجيدة لتصحيح المسار وتطهير الفكر تمكن منى. مشهد جلسة الوعظ والإرشاد- حيث تم جمع الجنود ليستمعوا إلى الشيخ رمضان عبدالمعز، أحد مشايخ الأزهر الشريف- لم يكتف بإعلان أن المسلسل يندرج تحت بند الدراما المقارنة للتفسيرات الدينية والمغرقة فى عرض وتشريح منظومتين دينيتين وعرض تفسير كل منهما للعقيدة على أمل أن يخرج المشاهد مرجحاً كفة تفسير على حساب أخرى، بل أنصف بقية الأقران والزملاء من جماعات الإسلام السياسى ومدارس الشروح الدينية والتفسيرات الفقهية التى آلمها وأغضبها انتقادات فكرية تجرأ البعض على توجيهها لفكر وفتاوى ابن تيمية الذى ولد فى عام 661 هجرية، أى بعد ما يزيد على ستة قرون من بدء التقويم الهجرى!

ودون الخوض فى فتاوى ابن تيمية أو أثره فى حياتنا وحضارتنا ومعيشتنا فى العام الـ20 من الألفية الثالثة، فإن المسلسل الذى كانت معقودة عليه الآمال ليكون فاتحة وبادرة لفك خيوط الدين الملتبسة بالدولة بالحكم بالحضارة بالسياسة بالوطن بالحدود بالجهاد بالتكفير بالتفكير- خذلنى. لذلك لم يكن مستغرباً أن يملأ الإخوان والمتطرفون والهاربون فى تركيا والمختبئون فى قطر والمتربصون بمصر الأثير العنبكوتى تهليلاً وتصفيقاً. «الفائز الوحيد فى مسلسل الاختيار هو الإمام ابن تيمية» «الاختيار أنصف شيخ الإسلام ابن تيمية» «لم ينصف عمل فنى ابن تيمية مثلما فعل الاختيار» «كنت أظن الاختيار تمجيدا للجيش وجنوده لكن وجدته يمجد شيخ الإسلام ويعيد له قدره. شكراً الاختيار» وغيرها الآلاف من التغريدات والتدوينات التى اعتبرت المسلسل نصراً وإنصافاً لابن تيمية.

والسؤال الآن: هل هذا هو الغرض من «الاختيار»؟ ومن الذى قرر أن يتحول المسلسل إلى مناظرة بين توجهين دينيين؟ ولماذا لم يلتفت أحد لهذه الفرصة التى كانت ذهبية لفك التداخل والتشابك بين الوطن والدين؟ لماذا الإصرار على ربط الوطنية بالتدين؟ هل كانت مصر كافرة وقت كان الدين لله والوطن للجميع؟ ما دمنا نصرّ على هذه الخلطة فسيظل الباب مفتوحاً أمام تديين مؤسسات الدولة وأفرادها ويا صابت يا خابت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعلنا بـ«الاختيار» ماذا فعلنا بـ«الاختيار»



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya