بقلم : سليمان جودة
أظن أن الدكتورة رانيا المشاط كانت محظوظة مرتين، إحداهما عندما تولت وزارة السياحة عامين، زادت فيهما إيرادات السياحة بشكل ظاهر، والثانية عندما انتقلت من السياحة إلى التعاون الدولى قبل عام بالضبط!.. ففى خلال هذا العام كان العالم على موعد هو الآخر، ولكن موعده لم يكن مع الحظ طبعًا، وإنما كان مع ضيف لعين اسمه ڤيروس كورونا!
ولم يكن أمام العالم فى هذه السنة سوى أن يتعاون، وسوى أن يمد بعضه يده إلى يد البعض الآخر.. فلا حل سوى هذا.. ولذلك نشطت وزارة التعاون الدولى فى عام لم يكن ككل الأعوام، واخترعت الوزيرة عند بدء العام تعبيرًا راحت تعمل تحت مظلته هو: الدبلوماسية الاقتصادية!
وفى يوم مرور سنة على وجودها فى الوزارة أطلقت موقعًا إلكترونيًا جديدًا، تطل وزارتها من نافذته على الدنيا، وتطل الدنيا من النافذة نفسها علينا، فيما يخص الشراكات الاقتصادية الثنائية بيننا وبين دول العالم، أو الشراكات متعددة الأطراف بيننا وبين جهات اقتصادية تمويلية تتعامل معنا بمثل ما تتعامل مع غيرنا!
ولأن المصطلح الجديد هو المظلة فالدكتورة رانيا تعمل تحته على أساس أنها انتقلت من الترويج للسياحة المصرية كصناعة، طوال فترة وجودها فى وزارتها السابقة، إلى الترويج لمصر كلها على مستوى الشراكات الثنائية والشراكات متعددة الأطراف فى وزارتها الحالية!
وهى قد أصدرت تقريرًا فخمًا ضخمًا يرصد حصيلة العمل على المستويين، ويقول إن هذا العمل كان يمشى فى طريقه على هدى من ١٧ هدفًا وضعتها الأمم المتحدة قبل خمسة أعوام، وقالت إنها أهداف التنمية المستدامة عالميًا من ٢٠١٥ إلى ٢٠٣٠، وإن المواطن فى كل دولة تعمل وفقًا لها هو محورها، لأن للمواطن حقوقًا اقتصادية واجتماعية لابد له من الحصول عليها!
الأهداف المستدامة تبدأ من العمل على إنتاج الطاقة النظيفة بأسعار معقولة، وتمر بالسعى إلى القضاء على الفقر، وتصل إلى العمل على توفير التعليم الجيد، ثم تمضى إلى آخر السبعة عشر هدفًا، التى لا بديل غير العمل عليها كلها بالتوازى!
فى الطاقة النظيفة يقف مشروع بنبان لإنتاج الطاقة الشمسية فى المقدمة لأنه سينتج عند اكتماله من الطاقة ما يقترب مما ينتجه السد العالى.. وفى الزراعة تأتى محطة المحسمة لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى المقدمة أيضًا لأنها تزرع بما تعالجه أرضًا فى سيناء.. وهذان مثالان من بين أمثلة جرى بها العام، ورصدها التقرير مشروعًا من بعد مشروع!