بقلم : سليمان جودة
يؤمن الدكتور أحمد سامح فريد بأن على كل مؤسسة تعليمية أن تزرع فى طلابها مجموعة من القيم، تضىء طريق الطالب أمامه فيما بعد تخرجه، وتظل تميز أمام عينيه بين الخطأ وبين الصواب!
وقد عاش الدكتور سامح يحاول ذلك فى كل مراحل حياته، أستاذاً فى كلية الطب، وعميداً لها فى قصر العينى، ووزيراً للصحة فى أعقاب ما يسمى الربيع العربى، خلفاً للدكتور حاتم الجبلى، ثم رئيساً لجامعة نيو جيزة هذه الأيام!
ولايزال إيمانه الذى لا يتزعزع وهو يعمل فى هذه الجامعة الجديدة التى يجلس على قمتها، أن الطالب الذى يكذب لا مكان له فيها، وكذلك الطالب الذى يغش، والطالب الذى يخدع، والطالب الذى لا يعرف الالتزام فى العموم.. وإلا.. فكيف يمكن لمثل هذا الطالب أن يأتمنه المجتمع على أرواح أفراده، إذا كان طالباً يدرس الطب ويريد أن يتخرج طبيباً؟!
ولكن الدكتور سامح عنده مشكلة.. هذه المشكلة هى أن طلاباً له فى جامعته يأتون وعلى لسانهم شكوى من أن القيم التى يتعلمونها، لا يجدونها مستقرة ولا حاكمة فى أنحاء المجتمع فى الكثير من الأحوال، وهذا ما يجعلهم يقعون فى تناقض لا يعرفون كيف يعثرون له على حل!
وهو ييسر الأمر عليهم ويظل يشرح لهم أن هذه إذا كانت مشكلة فى الوقت الحاضر، فلن تكون كذلك فى المستقبل، عندما تتخرج أجيال جديدة منهم ومن غيرهم فى مؤسسات تعليمية جادة، فتعمل بما تعلمته فى مدارسها وجامعاتها، ولا تقع بالتالى فى أى تناقض!
والمشكلة التى يسمعها رئيس نيو جيزة من طلاب جامعته، يعرفها كل الذين يتعاملون فى الشارع مع غالبية الناس، والسبب طبعاً أن الإنسان لا يولد متعلماً، ولكنه يكتسب باقة من القيم على مدى حياته فى المدرسة، وفى الجامعة، وفى المسجد، وفى الكنيسة، وفى النادى، ثم من الإعلام الذى ربما يقع عليه الدور الأهم!
عندما كان الدكتور سامح فريد وزيراً، كان يعرف أن منصبه منصب سياسى بالأساس، ولكنه خلع رداء السياسة خارج سور جامعته، معتقداً عن يقين فى أن دوره السياسى قد انتهى، وأن دوراً تربوياً تعليمياً قد بدأ من جديد فى حياته، وأن فى مقدوره أن يراهن عليه!