بقلم : سليمان جودة
الأخبار الواردة من السودان تقول إن السلطات هناك سحبت جواز سفر سودانيًا، كانت الحكومة فى عهد الرئيس السابق عمر البشير قد منحته للشيخ راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة فى تونس!.
وهذه الحركة توصف فى الكثير من الأحيان بأنها فرع الإخوان فى تونس الخضراء، التى يتولى الشيخ راشد فيها رئاسة البرلمان، ويثير من المشاكل مع باقى الأحزاب أكثر مما يحل من المشكلات فى حياة الناس!.
ولم تذكر السلطات المختصة فى الخرطوم شيئًا عن السبب الذى من أجله حصل الشيخ راشد على جواز السفر السودانى.. ولا الشيخ راشد سوف يذكر شيئًا عن السبب ذاته فى الغالب!.
ولكن ما نعرفه أن حركة النهضة وصلت إلى الحكم فى تونس لفترة فى أعقاب ثورة الياسمين، التى ضربت البلاد فى مثل هذا الشهر من عشر سنوات، وأن الإسلاميين كانوا قد وصلوا إلى الحكم فى السودان قبلها بعشرين سنة، وأنهم ظلوا يحكمون ٣٠ سنة من خلال واجهة اسمها عمر البشير!.
ومن الطبيعى أن يكون التنسيق قائمًا بين الحكومتين الإسلاميتين فى البلدين، قبل أن يأخذ الشيخ راشد خطوات تكتيكية إلى الوراء تاركًا الحكم لآخرين، وقبل أن يسقط نظام حكم البشير فى السنة الماضية.. ولكننا لم نكن نتوقع أن يصل التنسيق إلى حد منح جواز السفر الذى يجعل رئيس حركة النهضة يدخل السودان ويغادره وكأنه مواطن سودانى!.
ولا بد أن الشيخ راشد يحمل جواز سفر إنجليزيًا بحكم السنوات الطويلة التى قضاها فى بريطانيا، ومن المعروف أن جواز السفر الإنجليزى يتيح لحامله دخول الغالبية من بلاد العالم دون تأشيرة دخول.. وهذا ما يجعلنا نتساءل عن السبب الذى يجعله يحمل جواز السفر السودانى؟!.
كل ما يرجوه المرء من الشيخ راشد أن يكون قد رأى إلى أين وصل البشير ببلاده بعد ثلاثة عقود فوق الكرسى، وأن يغير من نفسه ومن حركته فى تونس حتى لا تصل فى النهاية إلى ما وصل إليه سودان البشير.. فلا يمكن فعل الشىء نفسه للمرة الثانية ثم انتظار نتيجة مختلفة