بقلم : سليمان جودة
لاتزال جائزة نوبل تخاصم العرب للعام الحادى والعشرين على التوالى، بعد أن حصل عليها الدكتور أحمد زويل فى الكيمياء ١٩٩٩!
ولابد أن أغرب شىء فى جوائز هذا العام أن الولايات المتحدة الأمريكية حازت نصيب الأسد فيها دون منافس، لأن سبعة من الأمريكان فازوا بها فى هذه السنة، وتوزعوا بين فائِزَيْنِ فى الطب، وثالث فى الكيمياء، ورابع فى الفيزياء، وخامس فى الشعر!.. وفى صباح الأمس فاز بها أمريكيان فى الاقتصاد، لأنهما أدخلا تطويراً على نظرية المزادات بما يخدم مصلحة البائع والشارى ودافع الضرائب!
وقد أخذت الجائزة لونها الأمريكى هذا العام لأسباب غير مفهومة، فلم تذهب خارج الولايات المتحدة إلا إلى إنجليزيين اثنين، وفرنسى واحد، وألمانى واحد أيضاً.. وفقط.. أما جائزة السلام فقد ذهبت إلى برنامج الغذاء العالمى الذى يقاوم من مقره فى روما شبح الجوع فى أنحاء العالم!
وحين أشرت فى هذا المكان، قبل أيام، إلى حصول رئيس وزراء إثيوبيا عليها فى العام الماضى، رغم أنه يعمل ضد السلام فى المنطقة والإقليم، ويتعنت فى ملف سد النهضة مع مصر والسودان، فإن المهندس شريف عفت نبهنى، فى رسالة منه، إلى أن الأوقع من ذلك هو حصول أوباما عليها فى الشهور الأولى من وجوده فى البيت الأبيض!
حدث هذا بالفعل دون أن يكون الرئيس الأمريكى السابق قد حقق شيئاً يُذكر للسلام كقضية فى أى مكان على الأرض، ولم يكن لذلك من معنى سوى أنها كانت جائزة سياسية له، أكثر منها جائزة لصانع سلام فعلاً بحجم السادات بطل الحرب والسلام!.. وكان الأستاذ محمود الطنب على حق تماماً، عندما أرسل سطوراً يسجل فيها هذا الأمر ويؤكده!
ولم يكن أغرب من حالة أوباما إلا حالة اليمنية توكل كرمان، التى حصلت على الجائزة فى غفلة من الأكاديمية المسؤولة عن منحها فى السويد.. لقد عاشت كرمان بعدها تنشر الفكر المتطرف فى كل مكان، ولا تتورع عن الدعوة إلى العنف إذا لم تمارسه!
أين أوباما وكرمان من عظيم مثل السادات طلب أن ينقشوا على قبره عبارة تقول: عاش من أجل المبادئ ومات من أجل السلام؟!.. لقد وقف كالأسد يخطب فى الكنيست الإسرائيلى ويقول: لقمة يابسة ومعها سلام خير من بيت ملىء بالذبائح مع الخصام! يرحم الله الرجل الذى يزداد قيمة فى كل نهار