بقلم : سليمان جودة
دعا اللواء محمد أمين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية، وأمين عام صندوق تحيا مصر، إلى لقاء فى قلعة صلاح الدين، كان هو الأول من نوعه فى موضوعه!
وهو الأول من نوعه لأن الحاضرين سمعوا مسؤول موسوعة جينيس للأرقام القياسية يعلن أن الصندوق دخل الموسوعة لثالث مرة.. كانت الأولى عندما أطلق أكبر قافلة مساعدات للتبرع بالدواجن.. والثانية كانت أكبر قافلة مساعدات للتبرع بالصناديق الغذائية.. والثالثة كانت أكبر قافلة من الشاحنات التى تحمل المساعدات إلى الأُسر الأكثر احتياجاً!.. القافلة ضمت ٤٨٠ شاحنة فتفوقت على قافلة هولندية كانت هى الأكبر فى السابق عندما أطلقت ٤١٦ شاحنة!
وكانت وزارة السياحة والآثار شريكة فى الدعوة إلى اللقاء داخل القلعة العتيقة، وكأن الدكتور خالد العنانى أرادها شاهداً على ما سوف يقال!
ومن جانبى، كنت متحمساً لفكرة الصندوق منذ أطلقها السيد الرئيس، وكنت دائم الدعوة إلى ضرورة الإعلان أولاً بأول عما يدخل خزانته من تبرعات، وعما يقوم به من أعمال، لعل الرأى العام يظل طرفاً فى الموضوع!
وقد أطلق الصندوق الكثير من المبادرات المقدرة، ومنها مثلاً مبادرة تستهدف إخضاع تلاميذ المرحلة الابتدائية لكشف العيون، وصرف مليون نظارة لمليون تلميذ من ضعاف البصر.. فما أجمل أن تمد يداً إلى صغير يعانى ضعفاً فى نور عينيه!.. وهذه مجرد مبادرة من عشرات غيرها، كانت ولاتزال تبحث عن الذين ينتظرون العون من الدولة، فتذهب إليهم وتخفف عنهم قدر المستطاع!
وإذا كان لى أن أدعو اللواء أمين إلى شىء، فإننى أدعوه إلى دخول ميدان الأعمال الباقية، وهى تشييد المدارس والمستشفيات على وجه التحديد.. إننى أتخيل الصندوق وقد وضع لنفسه برنامج عمل سنوياً، يتم من خلاله إنشاء عدد محدد من المدارس والمستشفيات، ثم يوضع عليها اسم الصندوق، مع تسمية بعضها بأسماء شهداء الجيش والشرطة!
هذا عمل يستحق تفكير الصندوق، لأنه عمل وطنى بامتياز، ولأنه عمل سوف يخاطب المستقبل بامتياز أيضاً، ولأنه انتقال من مربع يحصل فيه المحتاج على سمكة، إلى مربع آخر يتعلم فيه ابنه كيف بنفسه يصطاد السمك!