بقلم : سليمان جودة
وسط تلال الأخبار المنشورة عن الانتخابات الأمريكية، استوقفنى استطلاع رأى أجرته منظمة «جى ستريت» عن توزيع أصوات اليهود بين ترامب وبايدن!.
المنظمة المذكورة تصف نفسها بأنها غير ربحية، وتقول إنها رصدت تصويت 77% من يهود الولايات المتحدة لصالح بايدن، فى مقابل 21% لترامب، وأن 78% منهم صوّتوا فى مجلسى النواب والشيوخ لصالح الحزب الديمقراطى الذى ينتمى إليه بايدن، فى مقابل 21% للحزب الجمهورى الذى يترشح عنه ترامب!.
هذا الكلام جرى نشره صباح الخميس الماضى، ومما جاء فى استطلاع المنظمة أن أولويات الناخب الأمريكى اليهودى خمس، وأنها كالآتى: ڤيروس كورونا، المناخ، التأمين الصحى، الاقتصاد، إسرائيل!.
والشىء اللافت أكثر فى الاستطلاع أن أولويات الناخب اليهودى هناك تتصل بقضايا داخلية فى غالبيتها، وأن هذا الناخب يتصرف كأمريكى قبل أن يتصرف كيهودى، وهذه هى عادة الناخب الأمريكى التى نعرفها فى العموم، فهو يهتم بما يتعلق بحياته قبل أن يتطلع إلى سائر القضايا خارج بلاده!.
والمشكلة الوحيدة فى مثل هذا الاستطلاع أن مصداقية استطلاعات الرأى فى مرحلة ما بعد فوز ترامب عام 2016 ليست كما كانت قبل فوزه بالمنصب.. فكل الاستطلاعات أو غالبيتها على الأقل توقعت خسارته وفوز هيلارى كلينتون، فإذا بالعكس على طول الخط هو الذى حدث!.
ولأن المنظمة قالت هذا الكلام قبل الإعلان عن فوز أى من المرشحين، فلا أحد يعرف ماذا سوف يقول ترامب لو فاز فى النهاية، ثم تبين له أن أصوات اليهود الأمريكان ذهبت فى غالبيتها إلى المرشح المنافس!.
وليس سرًا أن ما قدمه ترامب لإسرائيل طوال سنواته الأربع، ثم فى الشهرين الأخيرين بالذات، لم يحدث أن قدمه رئيس أمريكى سابق بالطريقة التى تابعناها وكنا لا نكاد نصدقها.. وقد كان الرئيس الأمريكى يفعل ذلك على سبيل الغزل السياسى مع كل صوت يهودى فى المجتمع السياسى الأمريكى!.. ولم يكن بالتأكيد يفعله لوجه الله.. وإذا كان موقع «واللا» الإلكترونى العبرى قد ذكر أن ترامب أُصيب بخيبة أمل فى نتنياهو لأنه لم يسانده بصراحة، فتقرير المنظمة الأمريكية يقول إن خيبة أمله فى يهود أمريكا ليست أقل!.