ولكنه نسى الإنسان

ولكنه نسى الإنسان!

المغرب اليوم -

ولكنه نسى الإنسان

بقلم : سليمان جودة

هذه هى المرة الأولى التى أنتبه فيها إلى أن يوم مولد السادات هو نفسه يوم الإعلان عن وفاة الاتحاد السوفيتى، مع اختلاف السنة بطبيعة الحال!.

ففى يوم ٢٥ ديسمبر ١٩١٨ جاء السادات إلى الدنيا، وفى يوم ٢٥ ديسمبر ١٩٩١ خرج ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس سوفيتى، ليعلن على العالم زوال الاتحاد السوفيتى الذى عاش معروفًا بهذا الاسم، منذ أن قامت الثورة البلشفية على القياصرة الروس فى أكتوبر ١٩١٧!.

عاش الاتحاد السوفيتى ندًا للولايات المتحدة الأمريكية إلا قليلاً، ولكنه فى النهاية سقط واختفى كأنه لم يكن له وجود فى أى يوم!.

وقد كان السادات يرى نهاية الاتحاد بالوضوح الذى كان يرى به كف يده، ولذلك لم يراهن عليه فى شىء، وعاش يحمل له مرارة كبيرة، لأنه كان كلما طلب العاصمة موسكو يستعجل السلاح الذى يساعده فى رفع عار الهزيمة التى حلت بنا فى ١٩٦٧، أخبروه بأن القادة السوفييت يقضون وقتًا للراحة فى منتجع القرم!.

وهو يتندر على ذلك فى كتابه «البحث عن الذات» ويقول إن مكتبه كان كلما أبلغه فيما بعد أن قيادة من موسكو على الخط تريد الحديث معه، فإنه كان يطلب من مدير المكتب أن يبلغ المتصل من العاصمة السوفيتية أن السادات فى القرم!.

ولم يكن السادات يمزح عندما قال إن ٩٩٪‏ من أوراق حل القضية فى الشرق الأوسط هى فى يد واشنطن، ولكنه كان يجيد قراءة خريطة الدنيا من حوله، وكان يعرف أن العاصمة الأمريكية هى العاصمة الوحيدة فى العالم التى تستطيع ممارسة الضغط السياسى على تل أبيب، وهى التى تستطيع إذا أرادت أن تقود إسرائيل إلى الجلوس على أى مائدة للتفاوض.. تستطيع إذا أرادت.. وفى إمكان العرب فى المقابل أن يجعلوها تريد، إذا أجادوا توظيف الأوراق التى فى أيديهم!.

عرف السادات أن الاتحاد السوفيتى إلى زوال فنفض يده منه، وطرد خبراءه من الجيش، حتى لا يأتى يوم يقال فيه إننا انتصرنا بمساعدة من الخبراء السوفييت!.. وقد زال الاتحاد واختفى لأنه بنى كل شىء على أرضه ولكنه نسى بناء الإنسان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولكنه نسى الإنسان ولكنه نسى الإنسان



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya