عمرو عبدالسميع

عمرو عبدالسميع!

المغرب اليوم -

عمرو عبدالسميع

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

عاش الدكتور عمرو عبدالسميع من التجارب فى الحياة أكثر مما عاش من السنين، ولو شاء أن يكتب سيرة ذاتية لكان قد جعلها تحت هذا العنوان: عشت ألف سنة!.القصة كما هى!عرفته وقت أن كان مديرًا لمكتب صحيفة الحياة اللندنية فى القاهرة، ثم عندما صار مديرًا لمكتب جريدة الأهرام فى لندن، ومن بعدها فى واشنطون، ومن بعدهما مسؤولًا عن الطبعة الدولية من الجريدة، وأظن أنه نجح وقتها فى أن يصنع منها طبعة نبحث عنها عندما نكون فى الخارج.. وقد كان فى الطريق لأن يجعل منها جريدة عربية دولية بجد، لولا أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فى نهاية المطاف!.

وعندما أدار برنامج «حالة حوار» الشهير على القناه الأولى خلال سنوات ما قبل ٢٥ يناير، فإنه جعل من البرنامج اسمًا على مسمى، وكانت ثقافته الواسعة كفيلة بأن تجعل من حلقات البرنامج ناصية حوارية أعلى فى البلد، وقد كنت ضيفًا عليه مرات كثيرة، وكان قادرًا على أن ينسق فى أثناء الحوار بين المنصة وبين القاعة بطريقة تقول إن ما يقدمه شىء مختلف، وأن كل حلقة هى درس متكامل فى فن التقديم التليفزيونى!.وحين اختفى البرنامج.. وكنا ولانزال أحوج الناس إلى تلك الصيغة التى اعتمدها.. فإنه نقل عنوان برنامجه ليكون عنوانًا لعموده فى الأهرام، وقد راح يكتبه الى آخر نبضة فى قلبه، وكان بيننا نقاش لا ينتهى حول أفكاره، وحول عبارات محددة صارت لوازم يكررها كثيرًا ولا يكف عن ترسيخها فى عقل القارئ!.

وبمثل ما كان عنوان البرنامج هو «حالة حوار» وكذلك عنوان العمود اليومى، فإن صاحبهما معًا عاش يمثل «حالة» كبيرة فى حد ذاته، وكان مدهشًا بما يحمله فى عقله من ثقافات متنوعة وتجارب واسعة متعددة من النادر أن تجتمع لإنسان!.كان يمارس الحياة بإحساس وفهم، وكان يتعامل فيها بمنطق خاص، وكان يأخذ الدنيا على أعصابه فى كل شىء يفعله، حتى ولو كان هذا الشىء هو إعداد فنجان من الشاى.. وكان يمارس كل عمل ولسان حاله يردد ما نحفظه فى الحديث الشريف: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه. كان هذا هو شعاره الذى يطبقه فى كل خطوة خطاها فى دنياه!.

وفى لحظات كثيرة كان يبدو أمامى وكأنه «سيزيف» فى الأسطورة اليونانية القديمة، الذى كانت الآلهة قد قضت عليه بأن يرفع صخرة من الوادى الى ذروة الجبل، وفى كل مرة كانت تنحدر منه قبل الذروة بقليل، فيعود ليدفعها من جديد.. وهكذا الى الأبد.. وفى المرة الأخيرة كانت الصخرة قد نالت من الدكتور عمرو فأرهقته تمامًا.. وكان لابد أن يستريح فاستراح!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو عبدالسميع عمرو عبدالسميع



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 07:11 2015 الخميس ,30 إبريل / نيسان

رجل أعمال يغتصب ابن صديقه في الدار البيضاء

GMT 02:00 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

هاجر قشوش توضح سر أناقة المرأة بالعباءة الخليجية

GMT 18:35 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب وسط ريال مدريد إيسكو يزُفُّ نبأً سارًا لجماهير النادي

GMT 03:47 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا بريوس" تفوز بلقب أفضل سيارة صديقة للبيئة

GMT 04:54 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

ماذا بعد إقالة العماري؟

GMT 02:28 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحدث صيحات الحقائب الرائجة خلال شتاء 2018

GMT 00:46 2015 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور سعيد حساسين ينصح باعتماد مستحضرات التجميل الطبيعية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya