أمل لدى الرئيس

أمل لدى الرئيس!

المغرب اليوم -

أمل لدى الرئيس

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

الأمل الذي راود الرئيس ذات يوم في إصلاح الجهاز الإدارى للدولة، يصادفَ هذه الأيام أجواءً مناسبة جداً لتحقيقه، ويجد ظروفاً قوية تساعد على تحويله من رغبة لدى رأس الدولة إلى واقع حى يعيشه الناس!كانت بدايات هذا الأمل قبل ست سنوات تقريباً، وبالتحديد في مارس ٢٠١٤ عندما استقال المشير عبدالفتاح السيسى من منصبه وزيراً للدفاع، وأعلن ترشيح نفسه في سباق الرئاسة.. وقتها ألقى الرئيس كلمة بوصفه مرشحاً رئاسياً أعلن فيها عزمه على تحقيق شيئين اثنين: أولهما عدم ترك الجهاز الإدارى للدولة على حالته، وثانيهما نقل اقتصاد البلد إلى وضع لا يعتمد فيه على المنح والقروض والمساعدات!..، ومن يومها بدأ العمل على المستويين، ولكن مجىء كورونا الذي فاجأ العالم كما فاجأنا، قد جعل من إصلاح جهاز الدولة الإدارى بديلاً لا مفر منه تحت كل الظروف!

وقد جاءت وكالات الأنباء هذا الأسبوع بخبرين يشيران إلى هذا بكل تأكيد.. وكان الخبر الأول عندما أعلنت شركة تويتر أنها طلبت من عدد من موظفيها مواصلة العمل من منازلهم، في مرحلة ما بعد انحسار الوباء، وكان السبب أنها اكتشفت أن إنتاجية كل واحد فيهم لم تتأثر ببقائه في بيته، وأن الإنتاجية كما هي قبل كورونا تماماً لم تتغير ولم تتبدل!

وكان الخبر الثانى أن الحكومة الفرنسية حين بدأت اعادة الحياة إلى طبيعتها، اكتشفت هي الأخرى أن موظفين كثيرين في دواوينها يرفضون العودة إلى مكاتبهم، ويطلبون أداء مهامهم من البيوت، ويقولون إن هذا أفضل لهم وللحكومة وللعمل ذاته معاً!.. والطريف أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يميل هو نفسه إلى رأى هذه الشريحة الكبيرة من موظفى حكومته ويؤيده، ويرى أن بقاءهم في منازلهم لا شىء فيه ما دام العمل المطلوب سوف يجرى إنجازه!

وأظن أن هذا كله يظل في صالح تحقيق أمل الرئيس القديم، لأننا في مرحلة ما بعد كورونا لن نكون قادرين على حشد كل هده الأعداد من الموظفين في المكاتب، وسوف تنوء مكاتبهم القديمة عن استيعابهم، وسوف يتعارض وجودهم بأعدادهم الزائدة عن الحد، مع مسافات التباعد التي لابد من وجودها بين كل موظف وموظف، وبين كل مكتب ومكتب آخر!ولو أن الحكومة فكرت في منح العدد الزائد منهم إجازات مفتوحة، مع احتفاظهم بمرتباتهم هي نفسها، فسوف تكون الحكومة هي الكسبانة، لأنها ستوفر بيئة مناسبة للعمل، وستوفر في استهلاك الكهرباء والغاز والمياه في المكاتب، وستقلل من زحام الشوارع والمواصلات العامة!هذه فرصة لا تعوض لتحقيق أمل الرئيس القديم في نسف جهاز إدارى لا يمكن بقاؤه على حاله

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمل لدى الرئيس أمل لدى الرئيس



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya