بقلم : سليمان جودة
زار الدكتور محمد سعفان، وزير القوى العاملة، مقر وان فى أقصى الجنوب، وزرع ١١٠٠ شجرة مثمرة على مساحة تصل إلى تسعة أفدنة أمامها، وقال الدكتور أحمد غلاب، رئيس اجامعة أسلجامعة، إن جامعته تفكر فى تحويل المساحة المنزرعة إلى مزرعة بحثية!
ونفهم مما قاله اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن هذا العدد من الأشجار يأتى ضمن مبادرة «هنجملها» التى تسعى إلى نشر الخضرة فى كل مكان، وكذلك يأتى فى إطار المبادرة الرئاسية «اتحضر للأخضر» التى أطلقتها الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، التى ترغب فى إقناع كل مواطن بأن غرس أى شجرة هو بمثابة غرس قيمة باقية فى المكان!
فى كل ما سبق أتوقف أمام جملة من كلمتين هما: شجرة مثمرة!
أتوقف أمامهما، لأن هذه الأشجار التى زرعها الوزير سعفان إنما تخص جامعة أسوان وتخص طلابها ولا تخص غيرهم.. وما أدعو إليه أن يتبنى المهندس السيد القصير، وزير الزراعة، مبادرة جديدة يكون لها هدف واحد هو زراعة الكثير من الأشجار المثمرة فى كل شارع من شوارع البلد!
فالكثير من الأشجار التى تتناثر حاليًا فى شوارع العاصمة ليست هى الأشجار التى يجب أن نزرعها فى شوارعنا، وقد أشارت إلى ذلك دراسة جرت قبل فترة وكشفت عن أن أنواعًا من هذه الأشجار، خصوصًا أشجار الڤايكس، تؤذى المواطنين بأكثر مما تغذى البصر أو تنشر الأوكسجين فى محيطها!
ويعلم المسؤولون الذين زاروا عواصم فى أوروبا وفى الخارج عمومًا، أن الأشجار المثمرة بالذات لا يكاد يخلو منها شارع هناك، وأن ثمارها تبقى متاحة لكل إنسان أرادها، وأن ذلك لو وُجد له مكان عندنا فسوف يحقق أكثر من هدف فى وقت واحد!
شجرة مثمرة فى كل شارع ربما تُغنِى الكثيرين عن مد أياديهم فى عرض الشارع يسألون الناس، وربما تُطفئ جوع كثيرين آخرين من عابرى السبيل ممن لا يجدون قوت اليوم، وربما تكون أنسب فى نشر كل ما هو أخضر أمام كل عين!.. شجرة مثمرة فى كل مكان سوف توفر حلًا لأكثر من مشكلة!.