بقلم : محمد أمين
يستطيع الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن أن يعرف من الذى انتخبه من الأمريكان، ومن الذى لم ينتخبه، سواء عن طريق إدارته وفريقه الانتخابى أو عن طريق حصر الأصوات، مع أن الانتخابات كانت بالاقتراع المباشر والإيميلات، ولكنه لا يستطيع توزيع اللقاح على أنصاره فقط، فى حال جاهزيته!.
والرئيس بايدن نفسه قال إنه سيقوم بتوزيع اللقاح بشكل عادل ومجانى لجميع الأمريكان.. من انتخبه ومن لم ينتخبه، ويظل هذا هو سر الديمقراطية الأمريكية.. سواء انتخبت بايدن أو ترامب.. أنت حر فيمن تختاره، لكن حين يأتى الرئيس، لا يمكن أن يفرق بين ولاية انتخبته وولاية لم تنتخبه.. مع العلم بأن الجمهوريين لهم ولايات معروفة، والديمقراطيين لهم ولايات معروفة أيضاً تصوت لهم فى كل انتخابات!.
وبالتأكيد فإن «بايدن» لا يستطيع أن ينتقم من الولايات التى لم تصوت له.. وهو يعرف ذلك ويعرف أن معه نائبة منتخبة أيضاً لا ينساها فى حديثه.. إنما يقول أنا وكمالا هاريس سنفعل كذا وكذا بشكل عادل ومجانى.. فى الأنظمة الديمقراطية حقك محفوظ لأنه مكفول بالدستور.. سواء أيدت الرئيس أو عارضته.. هذه هى الديمقراطية!.
وهو نفس المفهوم الذى تؤمن به كمالا هاريس.. فهى لم تأت لتقدم الخدمات للولايات التى أوصلتها للبيت الأبيض.. ولذلك قالت بدورها إن الإدارة الجديدة «بايدن- هاريس» ملتزمة بتقديم إغاثة فورية للشعب الأمريكى ومساعدته على العودة إلى العمل فى ظل جائحة فيروس كورونا المستجد!.
وسوف ترى اسم هاريس متلازما مع بايدن فى كل شىء مستقبلا.. وقد قلتُ فى مقال سابق إن هاريس ليست مستشارًا لبايدن، كما كان هو أشبه بالمستشار، وليس نائبًا لأوباما.. فهى شريك فى كل شىء ومنتخبة وليست كمالة عدد أو استكمالا للديكور!.
وأكرر أن بايدن سيكون «الرئيس» لفترة رئاسية واحدة ووحيدة، ولن يترشح مرة أخرى ليس لأن الدستور يمنع، ولكن لأن بايدن سيكون قد تجاوز الثمانين، وعملياً لا يستطيع أداء مهامه الرئاسية، مع أن لديه إدارة كبيرة ومؤسسات معاونة لها أهميتها.. وتقديرى أن كمالا هاريس تعيش بروفة رئاسية كاملة فى وجود بايدن، وقد يؤهلها ذلك للترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطى، فى الدورة الرئاسية القادمة، وستكون كمالا أشبه بفترة أوباما، مع تغيير طفيف يرتبط بالفروق الشخصية نفسها، وقد تكون أول سيدة تحكم أمريكا، وأول سيدة تتربع على عرش البيت الأبيض!.
باختصار، أنت لا تبحث عن حقك فى البلاد الديمقراطية أبدًا، سواء انتخبت الرئيس أو لم تنتخبه.. حقك هيوصلك مهما كنت.. وضع ألف خط تحت كلمة «بشكل عادل ومجانى».. فهم سيطرقون بابك.. لأنك تملك أن تبقى عليهم أو تطيح بهم!.