بقلم : محمد أمين
لا تهينوا وسائل التواصل الاجتماعى بنشر الشائعات والأخبار المفبركة، ولا تضربوا مصداقيتها فى الأرض.. فمن غير المعقول أن يتم صناعة هاشتاجات مفبركة وصناعة أخبار مزيفة، وتشييرها على أوسع نطاق.. ومن عجب أن يكون ذلك عن تعليق الدراسة ونشر قرار باسم رئيس الوزراء «مزيف» لتعطيل الدراسة أو تعليقها أسبوعين.. ماذا تريدون بالضبط؟.. هل هناك أمة تسعى للتقدم بلا تعليم؟.. ولماذا يتكرر الكلام عن تعليق الدراسة مرة كل شهر، مع عدم وجود مبرر لذلك؟.. فأى أمة هذه التى تطلب تعليق الدراسة، وعدم إجراء الامتحانات باعتبارها خطرًا على الأولاد؟!
الحمد لله لم ندخل بعد ذروة الكورونا.. ولم تنتشر بين طلاب المدارس.. ومعناه أن الفكرة هى إثارة الذعر، ونشر أخبار كاذبة مثل الذين صنعوها، وضيعوا وقتهم فى كتابة قرار أو «شبه قرار» وتداوله بكثافة على جروبات الماميز وأولياء الأمور.. فما الهدف من ذلك ولماذا استقبله الآباء والأمهات بفرحة غامرة، ونشروه فى كل مكان؟.. هل تعلم يعنى إيه تعليق الدراسة، وهل تعلم يعنى إيه بقاء الأولاد فى المنازل بلا مذاكرة ولا تدريس؟.. معناه أننا نضيع هذا الجيل، وهو أصلاً لا يقرأ ولا يكتب!
لقد أعجبنى وزير التعليم وهو يقول إننا سنقدم الخدمة التعليمية «دليفرى».. هذه مهمتنا.. وسوف تصل الخدمة بكل طريقة، سواء عن طريق التعليم المباشر فى المدارس، أو عن طريق المنصات الإلكترونية، أو القنوات التعليمية.. وأعجبنى أكثر أنه قال لا أحد سينتقل للصف التالى دون حضور أو امتحان.. انسوا حكاية الأبحاث التى تم إجهاضها كوسيلة للبحث العلمى وبيعها من خلال المعلمين والمكتبات، وهذه فرصة لتحية الوزير الذى يحرص على تقديم الخدمة بكل الوسائل!
وهذه فرصة أيضًا للإشادة بدور مجلس الوزراء ومركز المعلومات لمواجهة الشائعات، وأخص بالشكر الزميل الأستاذ هانى يونس الذى يعتبر «ترمومتر الرأى العام».. فيساهم فى حل مشاكله، ومواجهة الشائعات بكل سرعة ممكنة، لأنه نشط بدرجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعى، حتى أصبحت صفحته مصدرًا للأخبار الحقيقية الصادقة، ومنها نفى الخبر المتداول بخصوص تعليق الدراسة!
والسؤال: هل يعجبكم مستوى الأولاد قبل جائحة كورونا، وهم يحضرون كل يوم؟.. إن الأولاد كانوا يتجاوزون المرحلة الابتدائية وهم لا يعرفون كتابة أسمائهم ولا كتابة موضوعات الإملاء، فكيف إن هم لم يحضروا فى المدرسة، وكيف الحال وهم لا يتابعون البرامج التعليمية على المنصات والقنوات المتخصصة؟!
وأخيرًا، لماذا تسعون لتعليق الدراسة؟.. هل الهدف إفساد هذا الجيل مثلاً، أم الهدف هو إشعال نار الشائعات وإثارة الذعر؟.. أيها الحمقى الحالمون بتعليق الدراسة أو تعطيلها، اطمئنوا لن يحدث ذلك أبدًا، ومن كان يخشى على ابنه فليقعد به فى البيت ولا شىء عليه، وهكذا قال الوزير «من حق ولى الأمر أن يقدم لابنه طلبًا للدراسة (منازل)».. افعلوها وارحمونا!