بقلم : محمد أمين
لم يكتب وصيته لأبنائه ولا لزوجته، ولم ينتظر حتى آخر العمر، ولكنه قسم ثروته التى اكتسبها على أصدقائه فى وجوده.. وأراد أن يرى الفرحة فى عيونهم، وأن يشاركوه فرحته، كما شاركهم هو فرحتهم واهتموا به عندما لم يكن يملك أى شىء. إنها قصة طريفة عن الممثل العالمى جورج كلونى.. المثير أنه لم يكشف أسرار هذه القصة مع 14 من أصدقائه.. إنما تسربت عبر واحد منهم للإعلام.. فقد فاجأهم أنه كسب ثروة كبيرة من أحد أفلامه، وقدرها 14 مليون دولار، وجاء بأربع عشرة شنطة ووزع الثروة بالتساوى، وجمعهم جميعًا على عشاء ووضع خريطة العالم على الحائط، وطلب من كل منهم أن يختار المكان الذى يحب زيارته فى العالم، ووضع أمام كل منهم شنطة فيها مليون دولار لزوم الرحلة!
وقال إنه فى وقت من الأوقات لم يكن لديه عائلة لتنفق عليه، وكانوا هم يساعدونه، ويعطونه الأموال، وهو الآن فى قمة السعادة أن يرد لهم الجميل بمنحة معتبرة، ليذهبوا إلى أى مكان فى العالم ويستمتعوا ويفرحوا وهو موجود، فهم من ساعدوه عندما كان بحاجة إليهم، وأنه اقترض منهم الكثير، وكان يعيش فى منازلهم وينام على أرائكهم!
وعندما سألوه فى الإعلام، قال: لولا مساندتهم ما كان ليصل إلى ما وصل إليه الآن، كاشفًا أنه كان يفكر فى كتابة عدد منهم فى وصيته، ليحصلوا على بعض الأموال، لكنه فضل أن يمنحهم المال قبل وفاته.. وقال لماذا أنتظر حتى تحدث حادثة؟!
وهى قصة رائعة تستحق أن أشارككم فيها، فى زمن ننكر فيه فضل أصحاب الفضل، وننكر مساعدة الآخرين فى وقت كانت المساعدة فيه بسيطة لكنها صنعت مستقبل صاحبها، وشجعته على مواصلة المشوار.. وحين جاء وقت الرد لم يمنح أصحابه رحلة سياحية إلى أى مكان والسلام.. لأن الرحلة لا تحتاج مليون دولار فى أى مكان فى العالم، ولو كانت ستستمر لمدة شهر.. ولكنه أعطاهم بسخاء، ولم يستكثر عليهم شيئًا.. ولم ينتظر حتى يمتحنهم أكثر، ولم ينتظر حتى آخر العمر! هذا هو جورج كلونى النبيل، البار بأصدقائه.. الذى يملك قراره.. وساعات أتصور أنه ممثل مصرى أو حتى رجل أعمال، وأراد أن يفعل شيئًا لأصدقائه، وطلب من زوجته أن تساعده فى اتخاذ القرار، لكانت طبقت فى زمارة رقبته، وقالت له «إنت مجنون.. إدى كل واحد عشرة آلاف دولار بالكتير» وربما كانت طلبت الطلاق لأن زوجها مجنون، أو رفعت عليه دعوى حجر، وللأسف المحاكم المصرية تكتظ بمثل هذه الدعاوى، سواء الطلاق أو الحجر!..
وأخيرًا فقد فعلها جورج كلونى وهو حى يرزق فى كامل لياقته ونجوميته وصحته النفسية والعقلية، وبث الفرح فى نفوس الجميع، فى رسالة امتنان لأصدقائه.. وليس مثل المحدثين نعمة الآن، الذين يركبون الطائرات ويتحدثون عن القصور والشاليهات وشنط الزوجات بآلاف الدولارات، وينكرون أفضال أصدقاء زمان!