بقلم : محمد أمين
الربان البحرى فاروق محمد عبدالعال، العائد من اليمن، أكد الفكرة والمقولة التى أطلقتُها من قبل، وهى «اللى ليه جيش مينضربش على بطنه».. وقال: لقد بذلت الدولة المصرية «مجهودًا خرافيًا» لإنقاذ حياته.. وكان ذلك بإشراف رئاسى مباشر.. وهو ما يبعث على الفخر بأن الدولة تستطيع أن تصل إلى أى مواطن مصرى، فى أى مكان فى العالم.. وقال أيضًا إن الأجهزة السيادية قادرة على حل أى مشكلة تواجه أى مصرى، فى أى بقعة من العالم، ولو كان فى بطن الحجر!
وهو شىء يبعث على الطمأنينة بأن وراءك دولة تحميك ومستعدة لفعل أى شىء لنصرتك.. وهكذا تفعل الدول الكبرى لحماية رعاياها، وقال الربان فاروق: إن «مطار عدن انفتح لى مخصوص»، وعدتُ سالمًا بعد مفاوضات مُضْنِية وتدخلات على أعلى مستوى، بعد احتجازى لدى جماعة الحوثيين، بالتنسيق مع السلطات اليمنية، ومنظمة الهجرة الدولية فى عدن، فانطلقت الطائرة من عدن إلى مصر!
ولكن ماذا حدث منذ وقوع الربان المصرى فى أيدى جماعة الحوثى، حتى إطلاق سراحه؟.. لا أستطيع الادعاء بمعرفة أى أسرار غير معلنة، لكن معلومات وصلت عبر أجهزة سيادية إلى الرئيس، عن احتجاز مواطن مصرى يعمل ربانًا بحريًا، يبدو أنه كان قريبًا من ساحل اليمن، فتم احتجازه لدى الحوثيين!
وهنا كلف الرئيس وزارة الخارجية بالتنسيق مع الخارجية اليمنية، وكلف الأجهزة السيادية بالتدخل لإنقاذه بكل الوسائل الممكنة.. وتم التفاوض فعلًا لإطلاق سراحه، وإجلاء الحوثيين من مطار عدن وفتح المطار لكى يركب الطائرة، وحده، عائدًا إلى القاهرة، وهو نصر معنوى كبير شعر به الربان نفسه، ويشعر به كل مواطن مصرى الآن!
فالدول مثل الأشخاص لها هيبة مستمدة من قوتها، تستطيع من خلالها أن تحل أى مشكلة، دون أن تستخدم قوتها بأى شكل، سواء كانت قوة ظاهرة أو قوة معنوية.. وهذا ما حدث.. وبالتأكيد هناك جزء من المشكلة تم حله لشعور الحوثيين بقوة الطرف المفاوض.. ولكن إخراج المشهد وفتح المطار كان يعتمد على قدرة الأجهزة على صناعة اللحظة بشكل جيد، كما حدث من قبل فى ليبيا، حين تدخلت مصر للقِصاص لأبنائنا هناك، أو لتسلم الإرهابى هشام عشماوى!
كل هذا كان حاضرًا فى ذهن جماعة الحوثى بالتأكيد، وكان لابد من إنجاز المهمة بشكل سلمى، وإلا كان البديل تحرك سلاح الطيران وسلاح البحرية لإنقاذ الربان البحرى وتنفيذ المهمة، ودكّ حصون الحوثيين!
وأخيرًا، لا أظن أن جماعة الحوثى قد أفرجت عن الربان المصرى مجاملة للأجهزة التى ذهبت للتفاوض، ولكن لأنها تعلم أنها على مرمى حجر من البحرية المصرية، وتمثلها الميسترال المتمركزة عند باب المندب، وكل هذا كان حاضرًا فى ذهن الجميع قبل إطلاق سراح الربان المصرى!