بقلم : محمد أمين
الانتخابات هى أنسب طريقة للتغيير وتداول السلطة.. ولا توجد طريقة حتى الآن أصلح للتغيير وتداول السلطة من الانتخابات، سواء كانت رئاسية أو برلمانية.. وفى الخارج تُجرى الانتخابات أو الاستفتاءات على قطع شجرة أو رصف شارع.. وبالتالى يتعلم الناس الديمقراطية ويحترم الناس حق الغير فى الاختلاف فى الرأى.. هنا كل شىء يتم بأمر رئيس الحى.. ويمكن أن تقوم فى الصباح فتجد مذبحة أشجار فى الشارع بأمر رئيس الحى، أو رئيس مجلس المدينة، ولا يحاسبه أحد على قراره الفردى!.
وقد نجحت الانتخابات البرلمانية فى الخلاص من البعض.. لأنهم يتمتعون بالحصانة.. وعندك إجراءات معقدة لرفع الحصانة.. وقد أريد لها أن تكون معقدة لحماية أداء النائب تحت القبة، وليس حماية النائب فى كل مكان من يد العدالة!.
وقد أقر الدستور الحصانة، ولم يكن الهدف من الحصانة حماية النائب من يد العدالة إذا استدعى الأمر محاكمته.. وإنما كان الهدف حماية النائب من بطش السلطة، ومعاونته على أداء عمله.. وللأسف تحول الأمر إلى أداة لتهديد العباد بالحصانة!.
وإذا كانت هناك دائرة لا ترضى عن نائبها وتريد تغييره، فهذه هى فرصة الانتخابات لتغيير آمن دون الدخول فى دوامات القضاء أو أى مهاترات أخرى.. الحل بالانتخابات.. والدول المتحضرة تغير المسؤولين والنواب بالانتخابات وتنتظر فرصة الانتخابات للتغيير.. وقد حدث تغيير بشكل معقول فى انتخابات المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.. وأظن أنك تفهم ما أقصده وأعنيه!.
وأتوقع أن تُحدث المرحلة الثانية نوعًا من الفرز أكبر مما حدث فى المرحلة الأولى، لأن الناس صدقت أنها يمكن أن تقول كلمتها فى انتخابات حرة وشفافة.. فالمرحلة الأولى مؤشر كبير على ما سيحدث فى مرحلة لاحقة، ونتخلص من كل العناصر المطلوب تغييرها شعبيًا، وأنا أراهن على أن الانتخابات سوف تكون محطة كبرى للتغيير!.
وفى تقديرى أن التغيير سوف يحدث على مدى دورتين نيابيتين على الأكثر، فتكون لدينا نخبة جديدة بديلة للنخبة القديمة، ويتم تقديم سياسيين يواكبون العصر الحديث، ويواكبون أهداف الدولة العصرية.. ومعناه أن الانتخابات هى الحل وهى الدواء لعلاج النخبة القديمة، التى شكا منها جموع المصريين لأسباب مختلفة!.
باختصار.. هذه دعوة للنزول للانتخابات بهدف التغيير الذى نريده.. وعندك فرصة للتغيير.. فالشعوب المتحضرة تبدأ التغيير من صناديق الانتخابات، وتثبت حقها بالمشاركة فى العملية السياسية.. وشيئًا فشيئًا تصبح الانتخابات هى الحل، وهى مفتاح التغيير!