بقلم : محمد أمين
التغيير فى أمريكا يبدأ من الحزب الديمقراطى، فهو الذى يقود الأفكار الجديدة والسياسات الجديدة، التى حافظت على وجود أمريكا فى المقدمة، فهو الحزب الذى اختار أوباما ليصل كأول أسود إلى البيت الأبيض.. وهو الذى اختار كامالا هاريس لتصل كأول سيدة سمراء إلى البيت الأبيض نائبة للرئيس.. وهو الذى يدرس الآن ترشيح سيدتين لمنصب وزير الدفاع، سيتم اختيار واحدة منهما، أو الثالث، وهو أسود أيضًا، أو على الأصح ذو بشرة سمراء!
ويبدو أن كامالا هاريس، الفائزة بمنصب نائب الرئيس المنتخب، أصبحت فى قمة حماسها لممارسة دورها ومهمتها الدستورية، وأول تصريح لها هو أن الأمريكيين السود واللاتينيين هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» بثلاثة أضعاف.. ومن المرجح أنهم يموتون بسببه.. وهى رسالة بعلم الوصول إلى الرئيس المنتخب لتصحيح هذه الأوضاع، وربما رسالة بأن ترامب كان يترك السود لحتفهم، بينما يسارع بحماية البِيض فقط!
أعتقد أن الأسود والأبيض غير موجودين فى القاموس الأمريكى، ولكن بايدن لعب على هذا الوتر، وفاز بأصوات الأمريكيين من أصل إفريقى أو لاتينى، وها هى كامالا هاريس تنفخ فى نفس القصة، ليس لإثارة فتنة طائفية، ولكن لأن هذا ما حدث.. وما أريد أن أقوله أن النائبة الجديدة سوف تكون أكثر نشاطًا من بايدن عندما كان نائبًا للرئيس أوباما!
وبالتالى، فلا أتصور أن تكون «هاريس» مجرد مستشار للرئيس بايدن، كما كان بايدن نفسه أشبه بالمستشار وليس النائب المنتخب لأوباما.. ولم تقف «هاريس» عند حد هذا التصريح فقط، ولكنها قالت: «تلتزم إدارة بايدن بالسيطرة على هذا الفيروس، ومواجهة هذه التفاوتات الصارخة فى الصحة العرقية».. وهى إدانة لعصر ترامب كله، الذى قسم الأمريكيين، وكان سببًا فى خروج السود فى مظاهرات تطالب بحقوقهم أكثر من مرة، فى مواجهة الشرطة!
وعلى سيرة «هاريس»، أعتقد أنها ستكون «رأس الحربة» مع مستشار الأمن القومى ووزير الخارجية، وكل هؤلاء ربما يشكلون سياسات بايدن، كما حدث مع هيلارى كلينتون وأوباما!
ومعناه أن الحزب الديمقراطى لعب على الأقليات فى أمريكا، والتى تناصره على مدى تاريخه، وفاز بها فى الانتخابات، وقد سبقت الانتخابات مظاهرات للسود، سواء مدبَّرة أو غير مدبَّرة، ضد تجاوزات الشرطة، ولكن بايدن استغلها لصالحه!
وباختصار، فإن كامالا هاريس سوف تتفوق على هيلارى كلينتون، وسوف تدير منصب نائب الرئيس بطريقة تخدمها عندما تترشح فى الدورة القادمة للانتخابات الرئاسية، وسوف يكون تأثيرها كبيرًا من الآن، ولاسيما أنه معروف أنها تستعد للانتخابات الرئاسية القادمة!.