لا تقرأ ولا تصدق

لا تقرأ ولا تصدق!

المغرب اليوم -

لا تقرأ ولا تصدق

بقلم : محمد أمين

إذا كنت تصدق كل ما تقرأ‏؛ فلا تقرأ من أقوال أنيس منصور الكاتب الفيلسوف.. فالمفترض أن الكاتب يكتب ليستفز فيك مَلَكة النقد والتفكير.. فهو يملك فكرة وأنت تملك أفكارًا‏.. هو فى «مود الكتابة» فلا تكن فى «مود التلقى» فقط.. فإذا كنت فى مود التلقى ستكتفى بما تقرأ.. وهذه درجة أخرى ونوعية أخرى من القراء.. ولا أتصور أن الكاتب يستهدف هذه الفئة.. فالكاتب ليس مدرس حصة أو منهج.. لا يريدك أن تحفظ عنه.. هو فقط يشجعك على البحث فى الموضوع من خلال إثارة القضية!.

وحين لجأت إلى فكرة الأسئلة، كنت أستفز القارئ وأتعمد أن يكون من نوعيات مختلفة.. وفوجئت بأحد الملحقين الثقافيين بسفارة غربية يعزمنى على فنجان قهوة، ويتحدث بالعربية بلهجة شامية، فسألته: لماذا أنا مع أننى لا أكتب عنكم وأخص الشأن المصرى بكل ما أكتبه؟.. أصر على استضافتى، فذهبت إليه متوجسًا، إنها أول مرة أدخل سفارة أجنبية، ولم أفعل حتى قال إنه تربطه بفلان وعلان علاقات إنسانية، لا علاقة لها بالشغل!.

وذهبت إليه فى الموعد لأجده مستعدًا.. قال إنه يتابعنى يوميًا، فاندهشت لأننى لا أكتب فى قضايا أوروبية، قال إنه يعرف مصر من خلال هذه الكتابات، وهم معنيون بتحليل هذه الكتابات وغيرها للتعرف على المجتمع المصرى وقضاياه.. وتحدث عن طريقتى فى الكتابة ووصفها بأنها «فانتاستيك»، فزاد حماسى للكلام معه.. ولم يسألنى عن أى شىء خارج الكتابة، فشجعنى على النقاش معه.. وفاجأنى أنه يحفظ بعض العناوين التى كتبتها، ولم يكن أمامه ورقة أو موبايل على المكتب، فتعلمت أن الكاتب لابد أن يتهيأ للكتابة كما لو كانت الدنيا كلها تراه!.

وبالفعل، اهتممت بكل التفاصيل، بالفكرة والطريقة.. متى أضع نقطة، ومتى أضع فاصلة، ومتى أغلق الفقرة.. وقد كنت ومازلتُ أقسم المقال عدة فقرات متساوية بالمسطرة، وربما موحدة فى عدد الكلمات، حتى لا أرهق القارئ، حتى أصل إلى الفقرة الأخيرة فتكون أصغر الفقرات وأقل فى عدد الكلمات، وتكون خلاصة المقال، كأنها فقرة تذكرة!.

وكان صاحبنا قد لاحظ ذلك، فهو لا يقرأ فقط، ولكنه يبحث الفكرة والطريقة معًا.. ويتفق ويختلف على كيفه، فهو لا يتلقى درسًا ولم يتعلم مثلنا.. نحن فى بلادنا نصدق كل ما نقرأ، ونغلق عقولنا دون ذلك.. لكنه ثقافة مختلفة، وإن كان قد تعلم العربية فى لبنان بلهجة شامية، حتى ظننت أن دولته عينت لبنانيًا فى وظيفة ملحق ثقافى، فاكتشفت أننى كنت مخطئًا.. فقد درس العربية لأنه سيتعامل مع عرب، ولابد أن يتابعها كأحد أبنائها!.

أما الأستاذ الكبير سمير عطالله، فقد أسعدنى عندما قال عنى: إنه يكتب فى الشأن المحلى.. وكل شأن مصرى هو شأن عربى بالضرورة، ولكن ليس كل شأن عربى هو شأنًا مصريًا.. ولا يكتب هذا الكلام إلا كاتب كبير قام بتحليل ودراسة من يكتب عنه، ولو كان بشكل عابر على سبيل التكريم والتقدير، وكأنه يعرفنى كما يعرف نفسه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تقرأ ولا تصدق لا تقرأ ولا تصدق



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya