بقلم : محمد أمين
الميزة الأهم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أننا لا نعرف حتى آخر لحظة وآخر صوت من الفائز!.. صحيح كانت هناك مؤشرات، حتى قال ترامب إنه الفائز، فكتبت إن ترامب فاز، ولذلك أعتذر اليوم عن هذا الرأى للقارئ العزيز على الخطأ.... كثيرون وقعوا فى المطب.. كانت عندنا أمنيات، بالنسبة لنا فى منطقة الشرق الأوسط، وكان ترامب هو الأفضل.. ولكن مازال هناك احتمال اللجوء للتحكيم، فقد يكون هناك احتمال واحد فى المائة.. حدث ذلك فى انتخابات 2000 وفاز جورج بوش الابن على منافسه آل جور.. فهل يعيد التاريخ نفسه؟!
وبشكل شخصى، لا ناقة لى ولا جمل فى فوز أى من المرشحين.. فلا أعمل مع أى منهما فى حملته الانتخابية ولا ينبغى لى.. ولست محسوبًا على أى جناح.. إذن هى غلطة عابرة تسببت فيها الأرقام المعلنة والأخبار الواردة فى فضائياتنا وصحفنا العربية.. وكأننا ندعم ترامب ضد بايدن.. ربما هناك أسباب لذلك بأن بايدن كان أحد ثلاثة يديرون السياسة الخارجية قبل ثورة 25 يناير.. وكان موقفهم سلبيًّا من بلادنا.. ونحن بالتالى ضد كل من هو ضدنا.. أوباما وبايدن وهيلارى كلينتون شجعوا صعود الإخوان، وأوصلوهم إلى السلطة.. ونرجو ألا يعود ذلك الزمن بأى حال!
السؤال الآن: هل يسلم ترامب بالهزيمة؟.. وهل يسلم السلطة؟ وهل يسلم البيت الأبيض؟.. أعتقد أنه لجأ للمحكمة، وبالتالى هو لن يسلم بالهزيمة، ولن يهنئ بايدن، اليوم أو غدًا.. ربما بعد وقت.. ولكنه فى النهاية سيمضى كما مضى غيره.. ولكن موقفه من سد النهضة واضح جدًّا.. فهل خسرت مصر حليفًا استراتيجيًّا؟.. وهل يعنى ذلك أن بايدن قد يعود بنفس سياسات أوباما؟!.. لا أتصور أن تخسر أمريكا مصر من أجل الإخوان مجددًا، ولا أتصور أن تعمل على عدم استقرار البلاد كما حدث من قبل!
يمكننا القول إن فيروس كورونا كان هو القشة التى قصمت ظهر ترامب.. وقد كانت هناك «أصوات عقابية» كثيرة ضد ترامب، فاختارت بايدن.. هؤلاء كان لهم موقف من معالجة أزمة كورونا، أو كان عندهم ضحايا أو مصابون.. فى الوقت نفسه كان الجمهوريون يقولون: لم يكن ترامب يستطيع أن يفعل شيئًا أكثر مما فعل.. وهى فى النهاية انتخابات.. يجب أن نتعامل مع الواقع.. ونرتب أوراقنا للتعامل مع ملفات كثيرة، ولو من باب أنها طلبات مصرية أصلًا، وهى معروفة لنا ومعروفة منذ أيام هيلارى وأوباما!
فى عام 2000 لم يستسلم بوش للهزيمة.. وأعلنت المحكمة فوزه.. واللجوء إلى المحكمة العليا إجراء ديمقراطى لا شىء فيه.. والناخب الأمريكى يسلم بقرارها وحكمها أيضًا.. ولو حكمت المحكمة لترامب سيسلمون بحكمها.. ولو حكمت لبايدن سيسلم ترامب، ويمضى إلى عالم العقارات، ولن يعود إلى البيت الأبيض مرة أخرى.. فالقصة ليست ميراثًا ولا صفقة!