قهوة محمد أفندي

قهوة محمد أفندي!

المغرب اليوم -

قهوة محمد أفندي

بقلم : محمد أمين

المقاطعة الاقتصادية للبضائع التركية هى السلاح الذى قد يجبر تركيا على أن تركع.. المهم أن يتعامل معه العرب بجدية.. فالتقديرات المبدئية تذكر أن الخسائر التركية من المقاطعة السعودية قد تصل إلى 20 مليار دولار.. وهى خبطة فى عضم وعصب الاقتصاد، وقد تسارع بانهيار النظام الأردوغانى فى تركيا.. وأعتقد أن تبنى السعودية قرار المقاطعة قد يؤثر بشكل كبير للغاية، خاصة أن السعودية كانت تعتمد على بضائع تركية كثيرة.. معناه أن الحرب الاقتصادية قد تُحدث ما تُحدثه الحرب العسكرية فى مواجهة غرور تركيا وخططها التوسعية فى المنطقة!

ولا ينسى المراقبون ما فعله الأمير فيصل بن بندر، أمير الرياض، عندما قدم له أحد الشباب فنجان قهوة، فسأله: إيش هذه القهوة؟ فرد الشاب: إنها قهوة محمد أفندى، فقال الأمير: يعنى قهوة تركية، ورَدّها إلى الشاب معتذرًا.. وكانت هذه إشارة إلى أهمية المقاطعة، وقال: لا رفاهية ولا مجاملة على حساب الوطن!

ورغم أن القهوة أبسط شىء يمكن أن يقاطعه السعوديون، لكن الرسالة التى وصلت كانت قوية للغاية.. ومعناها أن المقاطعة الاقتصادية أصبحت رسمية وشعبية.. فكيف لو قاطعها المصريون وقاطعت الدولة المصرية البضائع التركية، بوقف استيرادها، بالتأكيد ستكون السلاح الذى يذبح غرور السلطان العثمانى أو الديك الرومى المغرور!

وقد أثبتت التجربة السعودية أنها إذا اتخذت قرارًا فإنها تطبقه بجدية.. وقد حدث هذا فى مناسبات كثيرة، حتى عندما أغلقت الحرمين فى مواجهة فيروس كورونا، فقد ساعدت الدول الإسلامية على اتخاذ قرار إغلاق المساجد بهدوء ويسر، فلا أحد يستطيع أن يتحدث عن إغلاق المساجد بعد إغلاق الحرمين.. كما أن الدولة السعودية سمحت بفتح قصور الثقافة والأندية الرياضية، وسمحت للنساء بركوب السيارات بلا محرم، كما سمحت لهن بالسفر مثل الرجال.. الفكرة هى أن الدولة تستطيع أن تفعل كل شىء، إذا أرادت!

ونحن نستطيع تأديب السلطان العثمانى بحملة مقاطعة للمنتجات التركية، فالحرب الاقتصادية أشد تأثيرًا من الحرب الإعلامية.. ولو دخلت مصر والإمارات ودول الخليج مع السعودية فى هذا المضمار فسوف تكون النتيجة أسرع وأنجع، ويأتى أردوغان ويركع، وسوف يغير سياساته فى المنطقة، أما الكلام والإعلام فسوف يقابله كلام وإعلام.. وكله كلام والسلام!

هذه فرصة لتوجع الديك الرومى وتقصقص ريشه، وهى فرصة جادة وممكنة ولها آثار ضخمة على اقتصاد تركيا.. ولك أن تتخيل نزيف المليارات التى يخسرها الاقتصاد التركى فى هذه الحرب الاقتصادية الكبرى.. إشارة واحدة من أمير الرياض عن القهوة التركية قالت كل شىء.. فما بالك لو صدرت القرارات العربية الرسمية، وأعلنت وقف استيراد السلع التركية.. حيث تشهد الأسواق حالة إغراق من هذه السلع؟.. بالطبع سيكون الأثر عميقًا والجرح خطيرًا!

وباختصار، فإن العرب لديهم أوراق ضغط لابد أن يستخدموها.. ولابد لهم أن يُفعِّلوها.. فليست كل الحروب عسكرية ولا مسلحة.. الحرب الآن اقتصادية إن أردتم فعلًا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قهوة محمد أفندي قهوة محمد أفندي



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya