بقلم : محمد أمين
هل يتغير فى الأمر شىء بعودة مجلس الشيوخ بدلًا من مجلس الشورى، أم أن «أحمد زى الحاج أحمد»؟.. فى الحقيقة ليس هذا تشكيكاً من أى نوع فى الحكاية، ولكنه استنهاض لهمم أعضاء مجلس الشيوخ أن يغير فكرة المصريين عن برلمان بلادهم.. فبعد غياب دام سبع سنوات عاد مجلس الشيوخ «الغرفة التشريعية الثانية» للانعقاد، لتكتمل أركان المنظومة التشريعية فى مصر، لما للغرفة الثانية من مهام فى الحياة البرلمانية طبقاً للدستور.. وأنا أتمنى- قبل أن يسرح ذهنك بعيداً- أن ينجح المجلس فى حل لغز غابة التشريعات، ونودع آلاف القوانين بعد فحصها!
وفى الحقيقة كان انطباع المصريين عن «الشورى» سلبياً للغاية، وكانوا يشعرون بأنه مجلس مكافآت للبعض، ولذلك كان أول طلبات الثورة هو دفن المجلس وقراءة الفاتحة عليه.. أما وأنه عاد فنرجو ألا يكون مكافأة ولا يكون زى عدمه، فتتغير الدنيا على يديه وتتغير الأوضاع التشريعية ويخفف العبء على مجلس النواب، الذى قيل إنه أنجز آلاف القوانين فى دورته المنقضية، وبالتالى كنا أحوج لعودة الشيوخ لتقاسم العبء مع النواب!
زمان كان المرشحون للشورى يعتبرون أنفسهم بلا سلطات وبلا صلاحيات، فكانوا يحجمون عن الترشح على مقاعد الشورى ويفضلون مجلس الشعب.. والأمر الآن فى يد مجلس الشيوخ لتغيير الصورة النمطية القديمة، ومن الممكن أن يحدث هذا بالدفعة التى تلقاها المجلس من الرئيس شخصياً.. وقد كان هناك حوالى ثلاثة آلاف ينتظرون ظهور أسمائهم فى كشوف المعينين، أو الفائزين، مع أن المجلس لا يتجاوز فى تشكيله 300 عضو فقط!
فما الذى غير الصورة قبل انطلاق المجلس؟.. أظن أن الاسم كان جاذباً مع أنه كان موجوداً فى مصر قبل ثورة 52، فضلاً عن كونه أول مجلس بعد العودة.. ربما كان ذلك حافزاً على الانضمام لتحقيق وإنجاز أجندة المجلس الموقر.. ثم إن لقب شيخ له دلالته فى المجتمع، حيث يعكس الحكمة والعقل والعلم.. فهو مجلس حكماء مصر!
تبقى نقطة أساسية أخرى وليست أخيرة، وهى تناغم المجلسين وتناغم الإدارة هنا مع الإدارة هناك.. أتحدث عن رئاسة المجلسين، لابد أن يوضع فى الاعتبار شخصية رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب.. فهى التى يمكن أن تحل غابة التشريعات أو تعقدها، وتجعل مجلس الشيوخ بلا فائدة.. فمجلس النواب يمكن أن يعتبر رأى مجلس الشيوخ استشارياً، ويبدأ من جديد فى أى قانون، ولا يبنى على ما انتهى إليه مجلس الشيوخ!
النقطة الأخيرة أن مجلس الشيوخ بتشكيله الحالى بالتأكيد له أهداف وله غايات.. نرجو أن يحققها، فيتغير من الأمر شىء على يديه.. ويصبح المجلس له قيمة وله صلاحية.. فلا يكون مجرد اسم جديد، ولكن يكون إضافة جديدة وحقيقية.. فلا نملك غير الأمنيات.. والله الموفق والمستعان!