بقلم : محمد أمين
لا أعيش قصة حب حالياً، ولكنى أبدأ يومى بموسيقى الحب كله، وأتابع بشغف عزف الفنان العبقرى سمير سرور.. وأحاول أن أعيش لحظة تفاؤل.. وكنت منذ شهور أنشر مقطعاً قصيراً من أغانى أم كلثوم على صفحتى، فلما كان رد الفعل: «ربنا يروّق بالك» توقفت لسببين: الأول حتى لا يُساء الظن بى.. لأن الناس تسىء الظن بمن يفرح، ولا يفرحون لذلك.. السبب الثانى أن الفيس بوك تحول إلى سرادق عزاء.. وأنا لا أحب أن يقولوا عنى إنه لا يحترم أحزان الناس.. كانت الفكرة أن أغير المود عند رواد الفيس بوك للتخفيف عليهم.. فلما رأيت أنهم انخرطوا فى الحزن واستسلموا له ابتعدت، وبدأت أشاركهم فى العزاء بكلمات بسيطة مثل خالص العزاء والبقاء لله!
مهم أن ترفع معنوياتك فى فترات الوباء.. لأن رفع المعنويات يرفع المناعة التى نحتاجها.. وللأسف الناس تستسلم للأحزان، وتنشر وفيات الأهل والجيران وبعضهم ينشر الذكرى السنوية، أيضاً يتذكر والده وأمه، والناس تشارك على أى حال، وكأننا نعيش فى سرادق عزاء مفتوح.. والحقيقة أن الأمور تبعث على الحزن.. هناك أسماء كبيرة وحبايب ماتوا فى عام الوباء.. وظللت أنتظر حتى يرحل هذا العام، أو نغيره بأحداث مفرحة، فتزوج ابنى والحمد لله فى طقوس أقل من عادية.. إلا أننا فرحنا بتغيير المود!
والمود يتغير بنكتة أو مشاهدة مسرحية كوميدية أو فيلم من أيام الزمن الجميل، أو بأكلة حلوة فى مكان حلو.. حبذا لو كانت وجبة سى فود.. وأبسط الأشياء أن تشاهد اليوتيوب.. فهو ينقلك بين الأغانى والمسرحيات ومشاهد الأفلام والمصارعة الحرة.. وكل هذا كوم والصلاة كوم تانى.. فهى تجدد معنوياتك وتريح أعصابك وتجعلك مقبلاً.. فاكرين أرحنا بها يا بلال.. ولا تقتصر الصلاة على المسلمين فقط.. تزوّدوا من الروحانيات مسلمين ومسيحيين.. فهى ترفع قدرتك على احتمال الأذى.. خاصة وأنت تقول الحمد لله من قلبك!
فلا تجالس المغمومين ولا تصاحب المكشرين، فإنهم يصيبونك بالاكتئاب.. ولا يعنى هذا أن تصاحب المهرجين.. أقصد الاعتدال فى كل شىء حلو.. وشاهد الأغانى الحلوة والمسرحيات الحلوة.. واقرأ القرآن إن كنت مسلماً، واقرأ الإنجيل إن كنت مسيحياً.. وغيّر مكان جلوسك فى البيت، وأعد ترتيب منزلك بطريقة جديدة، ضع الورود فى أركان المنزل، وضع الأشياء الملونة هنا وهناك تفتح نفسك، وتغير مودك، وتعيش فى أمان نفسى!
وأخيراً، لا تتابع أخبار الوفيات ولا آخر أخبار المصل واللقاح.. اترك العيش لخبازينه وانشغل بحرفتك ومهنتك.. وسيبها على الله.. وتوجه إلى الله بالدعاء ليعمّ الخير ويكشف الغمة عن الأمة، ولا تدع على أحد بالوباء.. فقد خلقنا الله لنتعاون، وليس لنتباعد ونتنابذ.. انبذوا الأحقاد تعيشوا فى سلام.. أول خطوة فى العلاج أن تغنى وتفرح، وتصلى وتحمد ربك، وتتصالح مع نفسك مع بداية العام الجديد.. كل عام وأنتم بخير!