مهمة الدولة

مهمة الدولة!

المغرب اليوم -

مهمة الدولة

محمد أمين
بقلم - محمد أمين

كنت أتمنى أن يتبنى وزير الإعلام أسامة هيكل، أو وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، أو هما معاً، الرسالة نفسها التى تبناها وزير الثقافة البريطانى أوليفر دودن، لحماية الصحافة الورقية باعتبارها قلب الإعلام، كما قال.. وطالب كل مواطن بأن يشترى صحيفة ليحافظ على رسالة الصحافة.. وهى رسالة لها قيمتها ودلالتها الآن.. وتعكس مدى فهم الحكومة البريطانية دور الصحافة فى المجتمع.. فهى ليست حملة لجمع التبرعات ولكن لتحمل المسؤولية.. وإذا كانت بريطانيا تفعل ذلك فمصر أولى بها أن تفعل!

فالدولة التى تسهر على توفير السلع الأساسية بكل ما تملك، وتضع الاحتياطى الاستراتيجى تحت تصرف الحكومة لهذا السبب، ينبغى أن تفعل الشىء نفسه لتوفير الرغيف الثقافى لمجتمع تسعى لبناء الإنسان فيه.. لقد اهتم الرئيس ببناء الإنسان ووضع لذلك ميزانية كبرى لأول مرة، وبناء الإنسان يكون بالصحة والتعليم والثقافة والإعلام.. فهل هذا الأمر وارد فى بال وزارتى الثقافة والإعلام فى مصر؟!

ولا تعنى رسالة وزير الثقافة البريطانى أنه يدعم الصحفيين وحدهم، وإنما يدعم الصحافة نفسها.. كما قلنا زمان إن دعم حرية الصحافة ليس دعماً للصحفيين وحدهم، وإنما دعم للحريات العامة للشعب ومنها حرية الرأى والتعبير.. هذا حق المجتمع.. نريد أن تكون هناك جلسة نقاشية فى مجلس الوزراء، لدعم الرغيف الثقافى.. وهو بالمناسبة يستحق أن يكون أولوية، فالموضوع ليس ترفاً.. ولك أن تتخيل أمة بلا صحافة أو إعلام فى المستقبل؟!

وبالمناسبة فإن قضية الصحافة الورقية قضية دولة، وليست قضية الصحفيين أو النقابة الخاصة بهم، ومهمة الدولة تثقيف الشعب.. وتقديم رغيف خبز ثقافى له كما تقدم له رغيف الخبز، وتضع كل الميزانيات تحت أمره.. الدولة لا تسد البطون الجائعة أو الخاوية فقط، وإنما تسد العقول الفارغة أيضاً!.. وقد اندهشت عندما علمت ان التقشف داخل الوزارات والمحافظات وصل إلى تخفيض أعداد الصحف.. وصل فى بعض الأحيان إلى نسختين من أكثر من خمسين صحيفة.. وهو تقشف غريب يعكس فهم الوزير أو المحافظ للأمر.. فالوزير والمحافظ لا يشترى الصحف ليقرأها هو، وإنما لتكون فى أيدى الشعب، وثانيًا ليدعمها من مال الشعب أيضاً!

وأدعوكم للتفكير فى هذه الجملة التى قالها وزير الثقافة البريطانى «إن الصحافة البريطانية تواجه أكبر أزمة وجودية فى تاريخها».. وقال إنها تساعد على نشر الوعى فى زمن الوباء، ونصح كل مواطن بشراء صحيفة على الأقل.. وطبعاً لم يقل صحيفة موالية أو مستقلة.. إنما تحدث عن الصحافة بشكل عام، واعتبرها مهمة الدولة والشعب!

وأخيراً، ألا تعانى الصحافة المصرية مما تعانيه الصحافة البريطانية والعالمية؟.. ألا تمر بأكبر أزمة وجودية فى تاريخها؟.. هل صدرت عن الدولة أى رسالة تقول إنها تدعم الصحافة كلها، أم أن الصحافة التى تعرفها هى الصحافة الحكومية فقط؟!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهمة الدولة مهمة الدولة



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya