بقلم : محمد أمين
الدعوة التى أطلقها الإعلامى الكبير جمال الشاعر لتحويل قصر عابدين إلى متحف (اللوفر- مصر) تستحق أن تتبناها وزيرة الثقافة، وتستحق أن يكون على رأس هذا العمل الكبير جمال الشاعر نفسه.. فهو الذى طرح الفكرة، وهو الذى يعرف كيف يديرها، وهو الذى يطرح فكرة «اقتصاديات الثقافة» لتدر على مصر مليارات من العملة الصعبة!
وأضم صوتى إلى صوت «الشاعر» لنستفيد من قصورنا الرئاسية، وحبذا لو كانت الفكرة تحت رعاية الرئيس، لأن الرئيس هو الذى يستطيع اتخاذ هذا القرار، وليس وزيرة الثقافة أو وزير الآثار.. وهو الذى يمكن أن يجعلها حقيقة على الأرض ويمكن أن يدعمه، كما كان الرئيس الأسبق مبارك يدعم الوزير فاروق حسنى.. و«الشاعر» كما أعرفه إعلامى وشاعر كبير ويتميز بالفكر الخلاق، والأفكار الإبداعية، ولم تستفد منه مصر حتى الآن على مستوى الإعلام أو الثقافة!
وقد شاهدتُ جمال الشاعر فى برنامج حديث القاهرة على قناة القاهرة والناس، مع الإعلامى الصديق خيرى رمضان والإعلامية كريمة عوض، وهو يشرح فكرته ويقول إنه يوجد بمصر 4 آلاف لوحة تشكيلية عالمية مكدسة فى المخازن، وهى تمثل لدينا كنزاً من اللوحات الفنية التى يصل بعضها إلى «50 مليون دولار»، واقترح أن يتم تحويل قصر عابدين إلى متحف (اللوفر المصرى)، خاصة أن قصر عابدين مؤهل بعراقته وتاريخه، وهو نفسه تحفة فنية رائعة، ويوجد به 550 غرفة وقاعة ساحرة تجذب السياحة على مستوى العالم!
ولا يفوت الشاعر أن يشرح عقدة مصر من سرقة لوحة زهرة الخشخاش.. وبالتالى فهو يفكر فى مشروع متكامل لحماية وتأمين كنوز مصر، وتسجيلها لعرضها بطريقة آمنة على غرار متحف اللوفر الأصلى فى باريس، ويقول إن هذا الأمر فى يد الرئيس شخصياً، ويقول: نحن لسنا أقل من باريس قبلة المثقفين فى العالم، بل نحن عمليا أكثر ثراء من فرنسا بما نملكه من كنوز تاريخية، وقصر عابدين هو المكان المناسب لعرض هذه اللوحات الفنية العالمية!
وتوقع جمال الشاعر أن يكون متحف وقصر عابدين مصدر دخل كبير.. ومصر تملك اقتصاديات ثقافية جبارة، وقال إن رأس المال الثقافى لا يقل أهمية عن البترول وأى ثروات أخرى!
وأعتقد أن توقيت الفكرة ممتاز، حيث تحتفل مصر فى العام القادم بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وعرض معظم الآثار المخزنة فى الجراجات، كما أن قصر عابدين لا يحتاج إلى مصاريف أو جهد كبير لتحويله إلى (لوفر مصرى).. وتعود القاهرة لتاريخها وعبقريتها كما كانت.. وما علينا إلا دراسة الفكرة حتى ترى النور، والاستفادة من رأس المال الثقافى الذى تملكه مصر!
وختاماً، أكرر أنها فكرة عبقرية، طرحها إعلامى وشاعر حالم لبلاده، لتستفيد من اقتصاديات الثقافة، وهى كنوز مصرية ليس لها مثيل عالمى، وهى أيضاً من حسنات برنامج حديث القاهرة، القادم بقوة لساحة الإعلام، وإن كنت أفتقد وجود الصديق الإعلامى محمد على خير!