موقف الجزائر

موقف الجزائر!

المغرب اليوم -

موقف الجزائر

محمد أمين
بقلم - محمد أمين

واضح أن الجهود الدبلوماسية المصرية لا تقل عن الاستعدادات العسكرية لمواجهة أى احتمالات طارئة.. وقد شعرت بالارتياح من رد فعل الجزائر على «إعلان القاهرة» لوقف الدم فى ليبيا، وقال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الجزائرية إن الجزائر تؤيد «إعلان القاهرة» وتؤكد وقوفها مع أى مبادرة لوقف إطلاق النار فى ليبيا.. والسؤال لماذا نهتم بموقف الجزائر أولا وأخيراً؟.. أقول إن الجزائر قوة عربية لها ألف حساب فى شمال إفريقيا، وهو الجناح الأيسر لمصر.. كما كانت العراق مهمة أيضاً للأمن القومى العربى، وكانت الجناح الأيمن لمصر، التى تحتل مركز القلب!

ومن المؤكد أن إعلان الجزائر تأييد مصر، أمر له قيمة كبرى فى موازين القوى.. سلما وحرباً.. فلا ننسى وقفة الجزائر إلى جوار مصر فى حرب أكتوبر المجيدة.. لذلك فإن هذه الإشارة القادمة من الجزائر ترجح كفة مصر فى معركتها السياسية والدبلوماسية لإنقاذ ليبيا.. وهى رسالة لحكومة تونس فى الوقت نفسه التى تفتح الباب للمحتل التركى، وتسمح لطائراته بالعبور وتعطيه كل الدعم من وراء شعب تونس الشقيق!

ومع ذلك فلست مع تصريحات الجزائر بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.. فالوقوف على مسافة واحدة يكون فى أمور السياسة، وليس أمور الاحتلال والحرب، نحن أمام طرف مقهور ومحتل.. فكيف نكون على مسافة واحدة بينه وبين من يحتله، ويقتل أبناءه بالتعاون مع حكومة عميلة؟!

وأكرر أن موقف الجزائر من «إعلان القاهرة» عظيم ومقدر.. ولكن يبقى الموقف المصرى مختلفاً أشد الاختلاف.. فمصر تتأثر بأى قلق فى ليبيا، ولكن الجزائر بينها وبين ليبيا دولة أخرى هى تونس، وترى أن الجميع أمامها، سواء فتقف بينهما على مسافة واحدة.. ولكن أمر مصر يختلف تماماً.. لأن المساس بليبيا مساس بالأمن القومى المصرى، ولذلك استدعى الأمر أن يترأس الرئيس السيسى مجلس الأمن القومى، والوقوف على جاهزية القوات المسلحة، ولكن الجزائر لم تفعل لاختلاف المواقف طبعاً!

والموقف الجزائرى يتفق مع مصر من قضية ليبيا.. كلاهما يدعم التسوية السياسية عبر الحوار والتفاوض.. وقد دعا «بيان الجزائر» إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسى يضمن وحدة واستقرار ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها.. وهو موقف يتفق أيضاً مع موقف الجامعة العربية الذى قال إن الحل السياسى هو الذى يمكن أن يؤدى لإنهاء الأزمة فى ليبيا.. ومعناه أن الحل السياسى رقم واحد، وأن الحل العسكرى وارد، ولكنه آخر شىء نفكر فيه!

وأخيراً.. سيظل موقف الجزائر من قضية ليبيا داعماً لموقف مصر بطريقة أو بأخرى.. لذلك تأتى أهمية هذا الموقف الآن.. فالجزائر قوة سياسية وعسكرية لا يستهان بها.. ويمكن أن تغير اتجاهات الريح وموازين القوى.. ولو أن الدول العربية اتخذت موقفاً جاداً يمكن أن تنهى الأزمة دون إراقة دماء أو إطلاق رصاصة واحدة!

باختصار.. مصر لن تتورط فى الحرب إلا إذا كانت الحرب آخر الداء فى ليبيا!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقف الجزائر موقف الجزائر



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya