إيطاليا لا تبكى

إيطاليا.. لا تبكى!

المغرب اليوم -

إيطاليا لا تبكى

محمد أمين
بقلم - محمد أمين

هل تتغير موازين القوى فى العالم بعد كورونا؟.. توقع كثيرون أن يكون العالم بعد كورونا غيره قبل كورونا.. فهذه أكبر محنة تواجه العالم وتختبر العدو من الصديق.. من يقف معك ومن يقف ضدك ومن يتفرج عليك.. الاتحاد الأوروبى مثلاً مرشح للتفكك بعد كورونا.. فليست بريطانيا وحدها التى يمكن أن تخرج من الاتحاد الأوروبى.. إيطاليا بعد عزلها قد تخرج بكل رضا.. وضع تحت «قد» ألف خط!

فقد شعرت إيطاليا أنهم تركوها للفيروس وتفرجوا عليها.. وعبرت رسائل مهمة عن هذا الشعور الجمعى العام عنوانها «شكراً على تخليكم عنا!».. وهناك فيلم وثائقى أيضاً يعبر عن تيار عام فى إيطاليا، يكشف عن صدمة الإيطاليين.. ففى الوقت الذى قال فيه رئيس الوزراء إن الوباء خرج عن السيطرة و«انتهت حلول الأرض وبقيت حلول السماء» لم تمتد إليهم يد تضمد جراحهم مع أنهم دولة كبرى، عضو فى الاتحاد الأوروبى!

ويشرح الفيلم فضل إيطاليا على دول الاتحاد الأوروبى وتاريخ المساعدات التى قدمتها لفرنسا وإنجلترا وألمانيا وأمريكا.. بينما كلهم ضنوا على إيطاليا بمساعدات طبية بسيطة مثل القفازات والكمامات، برغم أنها طلبت المساعدات فى الوقت الذى كان فيه كورونا يأكل الإيطاليين، كما تأكل النار الحطب.. فلماذا تُبقى إيطاليا على هذا الاتحاد الوهمى، ولماذ تبقى دولة عضوا فيه؟!

وبالمناسبة هذا الفيلم لا يعبر عن صانعيه فقط، ولكنه يعبر عن الرأى العام الإيطالى.. وهو ما قد يتسبب فيما بعد الجائحة بمطالبات ومناشدات أو استفتاءات للخروج من الاتحاد الأوروبى مهما كلفهم ذلك.. فلن يخسروا بقدر خسارتهم من البشر والأهل والأحباب. فلا قيمة لأى اتحاد لا ينقذ دولة عضوًا فيه.

وكانت «كورونا» مناسبة لاختبار قاس للدولة الإيطالية.. وقد شعرتُ بهول المأساة منذ بدء الكارثة وإغلاق المتاحف ودور السينما وكتبت مقالًا فى «الوفد» عبرت فيه عن حزنى لما جرى، وليت الأمر توقف عند إغلاق المتاحف ودور السينما فقط، ولكنه حصد آلاف الأرواح من البشر، حتى تعذرت مراسم الجنازات والدفن!

إن ما حدث فى إيطاليا سوف يحتاج إلى وقت طويل ليتم علاجه نفسيًّا وإنسانيًّا، فقد فشلوا فى توديع أحبابهم.. وبكوا حتى لم يعد هناك وقت للبكاء والحزن.. لقد كانت هذه المحنة كاشفة لنوع البشر الذين يتعاملون معهم فى محيطهم الأوروبى.. ولذلك لم يطلبوا منهم المساعدة.. الأصل فى هذه الكوارث أن الدول تسارع لنجدة الملهوف وإغاثة المحتاج دون أن يطلب.. فأين هؤلاء البشر بالضبط؟!

وأخيرًا، هل يعقل أن تُترك إيطاليا ليأكلها فيروس كورونا؟.. أليست هذه أرض الفاتيكان؟.. أليست الدولة التى علمت الناس الفنون والأزياء والموضة؟.. أليست هى التى علمت الأوروبيين الديانات ومدت يدها بالسلام؟.. ما هو الذنب الذى اقترفته ليتركوها تواجه مصيرها المجهول؟.. باختصار، هل تعتقد بانهيار الاتحاد الأوروبى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا لا تبكى إيطاليا لا تبكى



GMT 19:41 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاهتمام بلبنان في ظلّ إعادة تأسيسنا صاروخيّاً!

GMT 19:39 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثية الكويت

GMT 19:36 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة لجنة التحقيق!

GMT 19:35 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فكرة بديلة فى الرى!

GMT 19:32 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ما نعرفه حتى الآن

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 23:39 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم ينبع يدشن فعاليات برنامج "رفق" لمواجهة العنف

GMT 08:51 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

اكتشفي مكونات طبيعية فعالة في تنظيف المنزل

GMT 01:36 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

منافع الكاجو تشمل عالم الرجال والجنس

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

ردود أفعال الأطفال تجاه العنف الأسري

GMT 12:01 2017 الإثنين ,29 أيار / مايو

مناظر خلابة في قلب حضر موت تجذب السياح

GMT 20:27 2017 السبت ,18 آذار/ مارس

تنظيم معرض وطني لـ"مهني الصردي" في المغرب

GMT 12:24 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"نوكيا" تحاول تسويق أجهزة "ويندوز 8"في أوروبا

GMT 23:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة لاعب "الكاك" والمنتخب المغربي سابقا مصطفى نقيلة

GMT 16:15 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

رضا حكم يقدّم استقالته من تدريب رجاء بني ملال

GMT 19:00 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تثبت أن ضوضاء ازدحام السير تهدِّد حياة الطيور

GMT 18:57 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

هايدي موسى ضيفة خالد سليم في "ميكس ميوزيك"

GMT 20:20 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

سيارة هوندا سيفيك كوبيه الجديدة 2017

GMT 06:48 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

5 نصائح من كبار مصممي الديكور لتزيين النوافذ في عيد الميلاد

GMT 14:27 2017 الأحد ,18 حزيران / يونيو

ريال مدريد يحدد سعر كريستيانو رونالدو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya