بقلم : محمد أمين
صورة مصر تتغير بالمشروعات القومية، هذه حقيقة لا جدال فيها.. لكنها تتغير أيضًا بالانتخابات الحرة والديمقراطية.. وتتغير بالفن والثقافة والقوة الناعمة.. وأتمنى أن تصدر مصر صورة طيبة فى انتخابات برلمان 2020، وأن تقدم نفسها داخلياً وخارجياً وتكون الانتخابات نموذجاً مبشراً على الانتخابات النزيهة فى كتب التاريخ!
أنا مهتم بصورة مصر أمام العالم.. وربما لا يهتم بهذا آخرون.. وأنا من جيل كان يهتم بمخبره كما يهتم بمنظره.. وأحفظ مثلاً قلته منذ أيام لأحد أصدقائى خلاصته «امشى معرّش ولا تمشيش مكرّش».. وهى ليست دعوة للتخفيف من آفة الكرش عند المصريين، ولكنها دعوة للمحافظة على الهندام والشكل العام فى مواجهة من يأكلون بأكل الوحوش، ويهملون المظهر الخارجى.. فأنت لا تستطيع أن تحكم على أحد بأنه فقير من ملابسه.. كل الناس تلبس ملابس جيدة وهى ليست علامة على الثراء.. فالمصرى يردد المثل السابق يعنى «البس كويس وكل ما يعجبك فلا أحد يرى أكلك، لكن الناس ترى ملابسك»!
نحن إذن نحرص على الصورة العامة للأفراد ونحرص على الصورة العامة للدولة.. فالدولة التى تصدر الشيشة ولوازمها غير الدولة التى تصدر القطن والموالح والفراولة والبرتقال!
فمن الذى يرسم الصورة الذهنية للدولة؟.. إنها الحكومة والممارسات فى الانتخابات وصناعة البرلمان، والعلماء الذين يصدرون الأدوية واللقاحات.. والفنانون والكتاب الذين يصدرون الروايات والسينما والكتب.. وأعتقد أن صورة المشروعات القومية التى قدمتها الدولة واحتلت مراكز متقدمة فى الطرق والكبارى وتراجع معدلات الحوادث وعلاج مشكلة العشوائيات، قد رسمت خريطة جديدة لمصر.. وأظن أننا يمكن أن نرسم صورة مختلفة لمصر فى انتخابات البرلمان!
الديمقراطية تقدم بُعداً جديداً لأى دولة فى مسيرة تقدمها.. وقد رأينا الشباب الذين يهاجرون إلى البلاد الديمقراطية ورأينا المستثمرين أيضاً.. لأن الاستثمار يأمن ويطمئن فى مناخ الحرية والديمقراطية.. وببساطة شديدة يمكن قياس صورة الدولة ومكانتها بالديمقراطية، وإقبال الناس عليها!
والسؤال: ما هى الدولة التى تحلم بزيارتها أكثر؟ هل هى أمريكا أم الصين؟.. معناه أن فكرة الحلم مرتبطة بالديمقراطية ومناخ الحرية.. ولذلك ستبقى أمريكا رغم كل مساوئها حلم كل الشرقيين وليس الصين!.. رغم أن الصين عالمياً قوة اقتصادية لا يستهان بها!!
الاهتمام بالصورة شغل الناس فى بلادنا فحافظنا على المظهر للأسف، وتركنا الجوهر وتحولت حياتنا إلى حياة مظهرية تعتمد على الشكل والثراء فى الشكل.. وهو أمر مرفوض أيضاً لأن الجوهر أهم!.. وأحد أهم الأشياء التى ترسم صورة مصر وتصدر صورة خارجية جيدة هى الديمقراطية والحرية.. ولا يمكن أن تتحقق الصورة إلا بانتخابات برلمانية تنافسية جيدة بين الأطراف المتنافسة فى انتخابات مجلس النواب!
باختصار.. البرلمان الحر الذى يمثل كافة فئات المجتمع يمكن أن يقدم صورة رائعة لمصر بعد ثورتين، ذقنا فيهما المرار من أجل هذه اللحظة التاريخية، علشان الصورة تطلع حلوة!